العبور بسلام

أقامت إحدى المدارس رحلة ترفيهية لطلبتها الصغار، وفي الطريق، صادفهم نفق اعتاد سائق الباص المرور تحته، مكتوبٌ عليه: الارتفاع ثلاثة أمتار..

لم يتوقف السائق؛ لأن ارتفاع الباص كان ثلاثة أمتار أيضاً، ولكن المفاجأة هذه المرة كانت كبيرة!

فقد احتك الباص بسقف النفق وتوقف في منتصفه بسبب الاحتكاك! الأمر الذي أصاب الأطفال بحالة من الخوف والهلع..

سائق الباص بدأ بالتساؤل: كل سنة أعبر النفق دون التعرّض لأيّة مشكلة، فماذا حدث؟؟

رجلٌ من المتجمهرين أجاب: لقد تمّ تعبيد الطريق من جديد وبالتالي ارتفع مستوى الشارع قليلاً،  حاول الرجل المساعدة بأن يربط الباص بسيارته ليسحبه للخارج، ولكن في كل مرة كان الحبل ينقطع بسبب قوة الاحتكاك!!

البعض اقترح إحضار سيارة أقوى لسحب الباص، والبعض اقترح حفر وتكسير الطبقة الإسفلتية..

ووسط هذه الاقتراحات المختلفة والتي بدت صعبةً وغير مجدية نزل أحد الأطفال من الباص ليقول: الحل عندي!!!

وربما لعجزهم استمعوا له، فقال: أعطانا الأستاذ في العام الماضي درساً 

وقال لنا: لا بُدَّ أن ننزع من داخلنا الكبرياء والغرور والكراهية والأنانية والطمع الذي يجعلنا ننتفخ بالغرور أمام الناس...وعندها، سيعود حجم روحنا ونفسنا إلى الحد الطبيعي الذي خُلِقنا عليه..

فنستطيع العبور من ضيق الدنيا..

ولعلنا إذا طبقنا هذا الكلام على الباص ونزعنا قليلًا من الهواء من إطاراته سيبدأ بالنزول عن سقف النفق، وسنعبر بسلام..

انبهر الجميع من فكرة الطفل الرائعة المُمتلئة بالصدق والإيمان..

وبالفعل.. تمّ خفض ضغط الهواء من إطارات الباص حتى هبط عن مستوى سقف النفق، وعبر الجميع بسلام..

العِبرة في هذه القصة:

مشاكلنا فينا، لا في قوة أعدائنا..

فلننزع من داخلنا هواء الكبرياء والغرور ونخفض جناحنا لبعض لِنَمُرَّ من هذه الدنيا بسلام

المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (71)، صفحة (30)