الطائفة الكاثوليكية

تنتسب الطائفة الكاثوليكية إلى أكبر الكنائس النصرانية في العالم، وتدّعي أنّ كنيستها هي أُمّ الكنائس ومعلمتهن، وتزعم أنّ مؤسسها هو بطرس الرسول، الذي يعتقدون أنّ المسيح(عليه السلام) هو مَن نصّبه نائباً له على الأرض ورئيساً على الرسل.

تتمثّل في كنائس عدّة تتبع كنيسة روما وتعترف بسيادة بابا روما عليها، وسُمّيت بالكنيسة الغربية أو اللاتينية لامتداد نفوذها إلى الغرب اللاتيني خاصّة، فالبابا في روما هو خليفة بطرس ورأس الكنيسة من بعده، ومرشدها الأعلى لجميع الكاثوليك في العالم.

ونظراً لاعتقادهم بعصمة البابا؛ فإنّ المغفرة حقّ من حقوق الكنيسة تعطيها لـمَن تشاء، وأمّا الجماعات الدينية المكوّنة من الرهبان والراهبات فإنّها تخضع لبابا روما عن طريق رؤسائها الموجودين في روما.

ويدرس الكهنة ـ قبل اضطلاعهم بمهمتهم ـ العلوم الدينية خمس أو ست سنوات ويتدربون في معاهد دينية خاصّة، ولا يتزوج رجال الدين إلّا القليل منهم[1].

التأسيس وأبرز الشخصيات:

يدّعي الكاثوليك أنّ القديس بطرس (ت62م) هو المؤسس الأول لكنيستها، مع أنّ مصادر التاريخ الكنسي تُشير إلى أنّ لكلّ من بولس وبطرس دوره في وجودها.

أوّل مَن استعمل لفظ كاثوليك للدعوة؛ لتأييد الكنيسة مقابل حركات الخروج على مفاهيمها وعقائدها ـ الهرطقة ـ أسقُف أنطاكية القديس أغناطيوس الأنطاكي في القرن الثاني الميلادي[2].

الأفكار والمعتقدات:

الألوهية: تؤمن الكنيسة الكاثوليكية مثل باقي الكنائس الأُخرى بإله واحد، مثلث الأقانيم: الأب، الابن، الروح القدس، كما تؤمن بأنّ للمسيح طبيعتين بعد الاتحاد: إحداهما لاهوتية، والأُخرى ناسوتية.

يؤمن الكاثوليك أنّ الروح القدس منبثق من الأب والابن معاً.

الأقانيم: يعتقد الكاثوليك أنّ أقنوم الابن أقل من أقنوم الأب في الدرجة، وأنّ الأقانيم ما هي إلّا مراحل انقلب فيها الله إلى الإنسان؛ ولذا فهي ذوات متميّزة يساوي فيها المسيح الأب حسب لاهوته وهو دونه حسب ناسوته، كما ينصّ على ذلك قانون الإيمان الاثناسيوسي.

التجسد والفداء: الإيمان بتجسُّد الله ـ تعالى عن قولهم ـ  في السيّد المسيح من أجل خلاص البشرية من إثم خطيئة آدم وذريته من بعده، فيعتقدون أنّه وُلد من مريم وصلب ومات فداءً لخطاياهم، ثمّ قام بعد ثلاثة أيام ليجلس على يمين الرب ليحاسب الخلائق يوم الحشر.

• السيّدة مريم والأيقونات: يقدّسون السيّدة مريم والقديسين والقديسات، والأيقونات المجسّمة والمصورة مع الإشادة بالمعجزات.

الإلهام: تؤمن الكنيسة الكاثوليكية بالإلهام كأحد مصادر المعرفة والوحي المستمرة.

الصليب: يقدّسون الصليب ويتخذونه شعاراً.

الكتاب المقدّس: تؤمن الكنيسة الكاثوليكية بنصوص الكتاب المقدّس وبما يتضمّنه من التوراة وأسفار الأنبياء(عليهم السلام) وبالعهد الجديد ورسائل الرسل على ما أُقرّ في مجمع نيقية الأول.

أسرار الكنيسة: يؤمن الكاثوليك بممارسة سرّ الاعتراف مرّة واحدة في السنة.

الحياة الأُخرى: يعتقد الكاثوليك أنّه يوجد بعد الموت مكان ثالث يسمّى المطهّر تُعتقل فيه النفوس التي لم تصلْ إلى درجة النقاوة الكاملة، وتظلّ تُعذَّب حتى تطهر بما بقيَ عليها من الدين للعدل الإلهي، وعندئذٍ يسمح لها بدخول الملكوت.

خلق أفعال العباد: أنّ كلّ ما خلقه الله تعالى حسن، وإنّما الشرّ من خلق العباد.

تبيح أكل الدم والمنخنقة، ويجوز للرهبان أكل دهن الخنزير، ولبس الأساقفة الخواتم في أصابعهم، كما يجوز للكهنة حلق لحاهم على عكس الأرثوذكس.

الصلاة والصيام: الصلاة الفردية أساسية في الدين، والصيام المفروض هو الصوم الكبير السابق لعيد الفصح.

الطقوس : تتميّز باستعمال اللغة اللاتينية، والبخور، والصور، والتقويم الخاص بها.

التنظيم الكهنوتي: يدير البابا الكنيسة بواسطة كرادلة في روما، ومطارنة في جميع أنحاء العالم. تنقسم الكنيسة عند الكاثوليك إلى أبروشيات على رأس كلّ أبروشية مطران يُعيّنه البابا، وفي كلّ أبروشية كنائس عدّة يديرها كهنة رعاة لخدمة أبناء الكنيسة[3].

المصدر: مجلة اليقين العدد (56)

 


[1] ينظر: العقائد الكاثوليكية في الكتاب المقدّس، صموئيل بندكت: ص2.

[2] ينظر: الطائفة الكاثوليكية فرقها وطوائفا، محمد بن علي آل عمر: ص62 ـ 65.

[3] ينظر: العقائد الكاثوليكية في الكتاب المقدّس، صموئيل بندكت: ص8 ـ 34.