1- عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): (إِنَّ الْعِلْمَ يُتَوَارَثُ فَلَا يَمُوتُ عَالِمٌ إِلَّا تَرَكَ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِه أَوْ مَا شَاءَ الله) [1].
2- عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: (إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ (عليه السلام) لَمْ يُرْفَعْ، ومَا مَاتَ عَالِمٌ إِلَّا وقَدْ وَرَّثَ عِلْمَه إِنَّ الأَرْضَ لَا تَبْقَى بِغَيْرِ عَالِمٍ)[2].
3- عَنْ زُرَارَةَ والْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: (إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ (عليه السلام) لَمْ يُرْفَعْ، والْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، وكَانَ عَلِيٌّ (عليه السلام) عَالِمَ هَذِه الأُمَّةِ، وإِنَّه لَمْ يَهْلِكْ مِنَّا عَالِمٌ قَطُّ إِلَّا خَلَفَه مِنْ أَهْلِه مَنْ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِه أَوْ مَا شَاءَ الله)[3].
4 - عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: (إِنَّ فِي عَلِيٍّ (عليه السلام) سُنَّةَ أَلْفِ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، وإِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ (عليه السلام) لَمْ يُرْفَعْ ومَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُه والْعِلْمُ، يُتَوَارَثُ)[4].
5- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: (إِنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) كَانَ عَالِماً والْعِلْمُ يُتَوَارَثُ، ولَنْ يَهْلِكَ عَالِمٌ إِلَّا بَقِيَ مِنْ بَعْدِه مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَه أَوْ مَا شَاءَ الله)[5].
الشرح:
قال الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (إِنَّ عَلِيّاً (عليه السلام) كَانَ عَالِماً)، قد علم (عليه السلام) ما في عالم الأمر وهو عالم الملائكة الرّوحانيّة المجرَّدة وما في عالم الخلق وهو عالم الجسمانيّات وقد قال (عليه السلام): (والله لو شئت أن اُخبر كلَّ رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت)، والسبب هو أن نفسه المقدّسة لكمال نورانيّتها وعدم تعلّقها بالعلائق الجسمانيّة وغيرها اتّصلت بالحضرة الإلهيّة اتّصالاً تامّاً، فأفيضت عليها صورة الحقائق الكلّية والجزئيّة، وصارت بحيث كانت مشاهدة لها كالمبصرات الحاضرة عند البصر.
وقوله (عليه السلام): (والْعِلْمُ يُتَوَارَثُ)، لأنَّ بناء نظام الخلق على أمرين:
أحدهما: العلم وهو من الله تعالى.
وثانيهما: العمل وهو من الخلق، فلو لم يتوارث العلم وذهب العالم بعلمه بقي الخلق جاهلين بمصالحهم وطريق أعمالهم، فبطل أيضاً وفسد النظام، ولا حجّة لله تعالى على الخلق حينئذ بعد العالم بل الحجّة لهم على الله فاقتضت الحكمة البالغة توارث العلم، وبقاء عالم بعد عالم لئلاّ يكون لهم حجة على الله، وهذا الامر متوقف على الامر الأول.
وقوله (عليه السلام): (مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَه) مع عدم زوال علم الأوّل عنه، فغن علمهم متوارث.
وقوله (عليه السلام): (أَوْ مَا شَاءَ الله)، عطف على علمه يعني أنَّ الباقي يعلم جميع علم الهالك قبل هلاكه أو ما شاء الله أن يعلمه قبله فإنّه قد يعلم بعض علمه قبله وبعضه بعده لحديث الملك إيّاه، أو لشرافة ذاته وصفاء قلبه، أو لمناسبة كاملة روحانية بينهما، كما هو المرويُّ من حال عليّ (عليه السلام) أنّه فتح له بعد تغسيل النبيّ (عليه السلام) ألف باب من العلم وفتح من كلّ باب ألف باب، ومن شأن الأئمّة الطاهرين(عليهم السلام) أنّهم يزدادون في كل ليلة الجمعة علماً، وأنّهم محدّثون يخبرهم الملك بما شاء الله من العلوم والأسرار، كلّ ذلك للدلالة على كمال ذاتهم القابلة للفيض آنا فآناً والخطاب مع الملك حيناً فحيناً بخلاف بعض السابقين من الأوصياء فإنّه لما لم يكن لهم تلك المنزلة الرّفيعة ولم يكن كلّهم محدّثين علموا علم نبيّهم أجمع قبل هلاكه، والله أعلم بحقيقة الحال.
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: (إن محمداً (صلى الله عليه وآله) كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام...)[6].
وفي رواية عن ابن أبي نجران قال: كتب الرضا (عليه السلام) إلى عبد الله بن جندب وأقرأنيها رسالة قال: (قال علي بن الحسين (عليهما السلام): نحن أولى الناس بالله عز وجل، ونحن أولى الناس بدين الله، ونحن الذين شرع الله لنا دينه، فقال في كتابه: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ) يا آل محمد، ما وصى به نوحا، فقد وصانا بـ(مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً )، (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ) يا محمد (وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ) وإسماعيل وإسحاق ويعقوب (وَمُوسَى وَعِيسَى) (فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا، فنحن ورثة الأنبياء ونحن ورثة اولي العزم من الرسل) (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ) يا آل محمد)[7].
مجلة بيوت المتقين العدد (64)