اصطلاحا: وهي بحسب الاستعمالات الشرعية في الكتاب والسنّة، فقد استعملت في موردين:
الأوّل: الصلاة ذات الركوع والسجود وسمّيت بذلك لتضمّنها الدعاء.
والثاني: الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله).
ومرادنا هنا الصلاة على النبي التي أمرنا الله بها في قوله تعالى:
(إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[1].
في هذه الآية المباركة استعملت الصلاة لثلاث جهات:
صلاة الله وصلاة الملائكة وصلاة المؤمنين، ونرى أنه سبحانه يصلي، وصلاة ملائكته، ثم يأمر المؤمنين بالصلاة.. وهذا كله دليل على أن لهذه الآية خصوصية.
أما صلاة الله: فقد ورد فيها عدّة أقوال، والظاهر أنّها بمعنى الرحمة ويؤيده أنّه هو المعنى الذي ورد في روايات أهل البيت (عليهم السلام) وكذلك ذهب إليه جمهور أهل السنّة.
ولا يقدح في هذا القول عطف الرحمة على الصلاة في قوله تعالى: (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ)[2].
بلحاظ أنّ العطف يقتضي المغايرة فهو غير صحيح لعدم اطّراده، فقد جاء في القرآن الكريم في موارد عديدة عطف الشيء على مرادفه كما في قوله تعالى: (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)[3]، وقوله تعالى: (مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)[4]، وغيرها. وقال ابن هشام في مغني اللبيب. بجواز عطف الشيء على مرادفه[5].
وأما صلاة الملائكة وصلاة المؤمنين: فلما عرفنا الصلاة من الله فلا شك أن الصلاة من غيره تختلف، فمن الله رحمة وهبة وعطاء، ومن غيره طلب وتوسل، وهذه هي صلاة الملائكة وصلاة المؤمنين، فكل ما جاء في معنى صلاتهم يصب في هذا المعنى أو الإطار.
مجلة اليقين العدد (20)