يُعتبر مسجد النيلين أحد أجمل صروح السودان وأهم الأيقونات المعمارية في مدينة (أم درمان)، وهي تقع على الضفاف الغربية لنهر النيل، مقابل التقاء النيلين النيل الازرق والنيل الابيض.
اُفتتح في 2/سبتمبر/1984م في عهد الرئيس الاسبق للسودان جعفر محمد نميري. علماً بأن الفكرة والتصميم كانت مشروع تخرج طموح لطالب من كلية الهندسة والمعمار بـ(جامعة الخرطوم) في منتصف السبعينيات المعماري قمر الدولة الطاهر.
وكان هذا المبنى أول مبنى يشيد في السودان من قواطع الألمنيوم، والجدير بالذكر ان الملاكم العالمي المعروف محمد علي كلاي قد حضر حفل افتتاح المسجد.
مساحة المسجد:
المساحة الكلية للمسجد: (12) ألف متر مربع، ومساحة المباني: (2500) متر مربع، وحجم الردميات + الربوة الصناعية (100) ألف متر مكعب، والاساسات واعمال الخرسانة (2000) متر مكعب، إضافة إلى الإضاءة، ووحدات تكييف الهواء، والمياه والصرف الصحي الذي روعي فيها تناسبها مع السعة الكلية للمسجد وملحقاته وخدماته.
وقد تم بناء المسجد على شكل صَدَفْة عملاقة عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق شاطئ (أم درمان)، وكان هذا المبنى أول مبنى يشيد في السودان من قواطع الألمنيوم وبدون اعمدة رفع؛ إذ يتصل السقف بالأرض مباشرة تماماً كالصدَف، والمسجد يمنح منظراً خلاباً عند ملتقى النيلين.
القبّة:
تمتاز القبّة بالشكل الدائري للؤلؤة والسقف المعدني الذي استخدم لأول مرة في السودان، وتمت معالجة الواجهات بالأقواس المدببة. وتظهر الرمزية في مسجد النيلين واضحة للعيان باعتبار أن الجوهرة خارجة من الماء والجوهرة التي تشع نوراً وألقاً ترمز للإسلام، والماء يرمز لطهره ونقائه، وتم اختيار المسقط الأفقي بشكل دائرة ليعطي معاني التكافؤ في عبادة الله، وتم تشييده فوق ربوة صناعية لتأكيد شموخه، وفكرة التصميم الهندسي الفريد للمسجد مستوحاة من شكل الجوهرة المنبثقة من النيل مثل: فكرة الاسلام، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
فائدة عامة:
منع القصص في المسجد:
حفاظاً على مكانة وهيبة المسجد وصوناً لحرمته المستمّدة من التوصيات الإلهيّة الّتي لهج بها القرآن نجد أنّ أهل البيت (عليهم السلام) تعاملوا بشدّة مع من ينتهك قدسيّة وحرمة المسجد ويحرفها عن دورها الأساس، ليصونوا بيوت الله ويحافظوا عليها كما أرادها الله عزّ وجلّ، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام): «إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) رأى قاصّاً في المسجد فضربه بالدرّة وطرده»[1].
رفع الصوت بالمسجد:
والمقصود منها الصوت المرتفع أو الصوت الناتج عن التنخّع والتنخّم (التمخّط) الّذي يُزعج الموجودين ويُعكّر صفاء المتعبّدين في المسجد، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «جنّبوا مساجدكم.. رفع الصوت»[2].
نعم، رفع الصوت بالصلاة على النبي وآله (صلى الله عليه وآله) فهو مندوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنها تذهب بالنفاق»[3].
المصدر: بيوت المتقين (92) شهر محرم الحرام 1443هـ