الصلاة البتراء

ما المراد من قول النبي(صلى الله عليه وآله): «لاتصلّوا عليّ الصلاة البتراء»؟

قبل التطرّق لمعرفة معنى قوله(صلى الله عليه وآله) ينبغي التعرّف أولاً على تشريع الصلاة، قال سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلَّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[1]. ورد فعل(صلّوا) في الآية المباركة وهو فعل أمر ومن معلوم في علم الأصول أنّه يدل على الوجوب؛ لذا فإنّ الصلاة على النبيّ(صلى الله عليه وآله) تكون واجبة، ومحلّ وجوبها كما ذكره الفقهاء(رضي الله عنهم) هو التشهدين في الصلاة سواء كانت واجبة أم مستحبة، وأمّا خارج الصلاة فهي مستحبة، وبعد بيان تشريع الصلاة ننتقل إلى معنى قوله(صلى الله عليه وآله) فنقول: الصلاة البتراء: هي قول أبناء العامة عند ذكر النبي:(صلى الله عليه وآله) دون أن يتمموا الصلاة عليه بـ(وآله) أي: لا يقولون بعد ذكره:(صلى الله عليه وآله)، بينما يأتي الشيعة بالصلاة كاملة إذا ذكروا اسمه المبارك ويقولون:(صلى الله عليه وآله)، ولا يبترون الصلاة؛ لقوله(صلى الله عليه وآله): «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا : وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهمّ صلِّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهمّ صلِّ على محمد وآل محمد»[2].

ولهذه الخبر وغيره اعتبر فقهاء الشيعة وجوبها في الصلاة سواء كانت واجبة أم مستحبة، وأمّا أبناء العامّة فإنّهم بسبب تعصّبهم المقيت «أجمعوا على عدم جواز الصلاة على غيره (صلى الله عليه وآله) وغير الأنبياء، بل صرّح جملة منهم بالمنع من ضمّ (آله) في الصلاة إليه كلّ ذلك عداوة وبغضاً لهم(عليهم السلام)، بل صرّح بعضهم بالاعتراف بذلك، وأنّهم إنمّا تركوها مراغمة للشيعة حيث إنّهم يضمّون أهل بيته إليه(صلى الله عليه وآله) في الصلاة عليه»[3].

مجلة اليقين العدد (57)


[1] الأحزاب: آية 56.

[2] ينابيع المودّة، القندوزي: ج1، ص37.

[3] الحدائق الناضرة، البحراني: ج8، ص465.