المرأة المسلمة .... الى أين؟

من الظواهر المنتشرة في المجتمع ظاهرة تبرّج المرأة، وهي ظاهرة مخالفة لأوامر الدين الإسلامي وتعاليمه، فهو واجب عيني تعييني عليها، لكن انتشار الجهل بتعاليم الإسلام، وسوء تشخيص القدوة الحسنة، وعدم وضوحها على السطح، كان كفيلاً لظهور ذلك، فكثير من النساء تجهل أحكام الزينة والثياب أو تتهاون بها، بل مِنَ النساء مَنْ لا تعرف أن الحجاب فرض عليها كالصلاة والصوم وفروع الدين الأخرى، ومنهن منْ لا يُقِمْنَ لحكم الشرع وزنًا في مقابل تلبية رغباتهن ومجاراة محيطهن، فالإيمان الصادق إذا تمكن في القلب ظهرت آثاره على الجوارح، فيتقيّد المتّصف به بأوامر لله ونواهيه، وإذا ضَعُف الإيمان في النفوس استحسنتْ القبيح، واستقبحتْ الحسن، وصار المعروف منكراً، والمنكر معروفًا، فلضعْفِ الإيمان دور كبير في ارتكاب المعاصي والذنوب، كما ورد عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول: قال رسول لله ( صلّى لله عليه وآله ): (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ وَهُوَ مُؤْمِنٌ)[1] .

فصاحبة الإيمان القوي يمنعها إيمانها من ارتكاب ما حرّم لله من السفور والتبرج، ويجعلها ترتدي الحجاب استجابة لأمر ربها، ولا يخفى على أحد أنّ أعداء الإسلام يكيدون لنا بالليل والنهار سرًا وعلانيةً، في الداخل والخارج، لعلمهم أن صلاح المرأة المسلمة صلاحٌ للمجتمع، وفسادُها فسادٌ له، فبدأوا يغوونها بشتى الطرق لإخراجها عن جادة الصواب والصلاح، وللأسف الشديد استجابت لدعواتهم كثيرُ من نساءنا ونَسَيْنَ ماضيهن المشرق الطاهر، وتاريخ أمهاتهن وقدواتهن كفاطمة (عليها السلام)وزينب (عليها السلام)، فسِرن مع هذا الطوفان بجهلٍ عجيب وتقليد أعمى بغيض، وإني لأعجبُ لزعم المتبرجة أنها تجاري الناس حتى لا تمتاز عن غيرها بالاحتشام الذي يلفت إليها الأنظار، ويحوطها بالتهكم ونظرات السخرية والاحتقار، عجبًا! أتخجلين من لفت أنظارٍ لتقواك وحيائك، ولا تخجلين من لفتها لمفاتنك وزينتك؟ فأيّهما أولى بالخجل، أن تظهري بالأدب والحشمة، أم تظهري بما يقابلها من الصفات؟  كيف لا تخجلين من أن تجهري بمخالفة التعاليم الإسلامية، وتخجلين من أن تجهري بالتقوى والإيمان؟!بل وكيف لا تفخرين بامتيازك عن غيرك بالاحتشام، وتشرفك بآداب وشرائع الإسلام؟

إنّ نساءَنا المسلمات في هذه الأيام صِرْنَ مشغولات، بمتابعة كل جديد في عالم الأزياء، فما تلبث إحداهن أن تشتري ثوبًا مجسما لمفاتن جسدها حتى تردفها الأخرى بشرائه، معللة بأنه أحدث ما نزل في الأسواق وهو متعارف لدى عامة الناس، غير مبالية بالشكل الذي ستظهر به للناس ولوسائل الإعلام كالقنوات الفضائية دور كبير في هذا الأمر، فمن خلالها تأثرت المرأة المسلمة بالثقافة الغربية، و ببريق حضارة زائفة لا تملك شيئًا من القيم والأخلاق المستمدة من عقيدة صحيحة؛ إضافة لذلك ضعف التربية والتوجيه، وقبل كل شيء ضعف الواعز الديني، وتتم معالجته بتثقيف المرأة دينياً، وتضع نصب عينيها أخت الحسين زينب (عليهما السلام) التي كانت في أحرج ظروف واقعة كربلاء عند السبي ملتزمة بحجابها وحشمتها.

 


[1] كتاب وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 17 ص  168.