تناقلت الكتب التاريخية والموسوعات الحديثية الأَخبارَ النبويّة وأخبار الأَئمة (عليهم السلام) حول غيبة الإِمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وظهوره، وخصائص دولته وأوصافه ونسبه الشّريف، ولم يقتصر ورود تلك الأخبار الشريفة في كتبنا التاريخية وموسوعاتنا الحديثية فحسب، بل نقلتها كتب الصّحاح والأسانيد العامية أيضاً.
ولو تأملنا في تلك الأحاديث المباركة لأدركنا مدى اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) بهذه القضية، حيث أنهم (عليهم السلام) اهتموا بها اهتماماً بالغاً كاهتمامهم بقضية الرّسول الخاتم (صلى الله عليه وآله)، لأنه يمثل إحياء للدين بعد اندراسه، واستمراراً للخطّ الذي اختطّه النبي (صلى الله عليه وآله)، وتفعيلاً واقعياً للمنهج الإنساني الذي سلكه في التمهيد لدولة الحقّ التي تتكفّل تحقيق آمال الأنبياء والأوصياء جميعاً وعلى مدى التاريخ.
والنصوص التي وصلت إلينا عن الإمام الحسين (عليه السلام) بخصوص صاحب الزمان كثيرة، نقلها تارة عن جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وتارة عن أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام)، وهي مجموعة فريدة من التصريحات المهمّة بشأن المهدي(عليه السلام)، نختار منها ما ينفعنا في هذه السطور:
عن الإمام الحسين (عليه السلام) قوله: «دخلت على جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأجلسني على فخذه، وقال لي: إنّ الله اختار من صُلبك يا حسين تسعة أئمّة تاسعهم قائمهم، وكلّهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء»[1].
وسأله شعيب بن أبي حمزة قائلاً: أنت صاحبُ هذا الأمر؟ فأجابه: لا، فقال له: فمَنْ هو؟ فأَجاب(عليه السلام): «الذي يملؤها عدلاً كما مُلئِت جَوْراً، على فترة من الأئمّة تأتي، كما إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بُعِث على فترة من الرسل»[2].
وقال الإمام الحسين(عليه السلام) أيضاً: «لصاحب هذا الأمر غيبتان؛ إحداهما تطول حتّى يقول بعضهم: مات، وبعضهم: قُتِل، وبعضهم: ذهب»[3].
وقال(عليه السلام): «لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوَّلَ الله (عزّ وجلّ) ذلك اليوم حتى يخرجَ رجلٌ من ولدي، فيملأها عدلاً وقسطاً، كما مُلئِت جوراً وظُلماً، كذلك سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول»[4].
وقال(عليه السلام): «للمهدي خمسُ علامات؛ السفياني، واليماني، والصيحةُ من السّماء، والخسفُ بالبيداء، وقتل النفسِ الزكيّة»[5].
وقال(عليه السلام) أيضاً: «لو قام المهديّ لأنكره النّاس؛ لأنّه يرجع إليهم شابّاً موفّقاً، وإنّ من أعظم البليّة أن يخرج إليهم صاحبُهم شابّاً وهم يحسبونَه شيخاً كبيراً»[6].
قال(عليه السلام): «في التاسع من ولدي سُنّة من يوسف، وسنّة من موسى بن عمران(عليه السلام)، وهو قائمنا أهل البيت(عليهم السلام)، يُصلح الله تبارك وتعالى أمرَه في ليلة واحدة»[7].
وقال (عليه السلام): «إذا خرج المهدي (عليه السلام) لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلاّ السّيف، وما يستعجلون بخروج المهديّ؟ والله ما لباسُه إلاّ الغليظُ، ولا طعامه إلاّ الشعيرُ، وما هو إلاّ السّيفُ، والموتُ تحت ظِلِّ السّيْفِ»[8].
المصدر: مجلة اليقين العدد (28)
[1] موسوعة كلمات الإمام الحسين: ص659، عن ينابيع المودّة: ص590.
[2] المصدر السابق: ص660، عن عقد الدرر: ص158.
[3] المصدر السابق: ص660، عن عقد الدرر: ص134.
[4] المصدر السابق: ص661، عن كمال الدين: ص317.
[5] المصدر السابق: ص662، عن عقد الدرر: ص111.
[6] المصدر السابق: ص،665 عن عقد الدرر: ص41.
[7] المصدر السابق عن كمال الدين: 317.
[8] المصدر السابق: ص663، عن عقد الدرر: ص228.