لا شكّ أن عيد الفطر من الأعياد الإسلامية المعروفة، والتي تأتي بعد عبادة روحية وبدنية طيلة شهر رمضان المبارك، حيث كلّف الله تعالى عباده بالصيام عن المفطرات المادية طيلة شهر كامل، وقد وردت الكثير من الروايات عن فرحة الصائم يوم فطره، وأنه يوم سعادة وانشراح وسرور؛ لأن الصائم يأمل من خلال تلك العبادة الشاقة أن ينال جوائز الرحمن يوم فطره، لكن عيد الفطر المبارك -ومنذ عقود-أخذ ينحى منحىً عرفياً، فبدأ العيد ينسلخ عن هويته الإسلامية شيئاً فشيئاً، وحدثت في أعماله ومستحباته تغييرات وانقلابات، حتى استبدلت أعماله الدينية بأعمال عرفية لا تمت إلى الإسلام بصلة، ومن تلك الانقلابات التي حدثت في آداب العيد وأعماله المستحبة هو ما نشاهده في عالم المرأة، فالغالب على أكثر النساء يوم العيد هو الظهور إلى المجتمع بأشياء لا يحبذّها الشرع، بل بعضها لم يجوّزه الشرع أصلاً، وهو لا ينسجم مع خواتيم الشهر الفضيل، فالخواتيم التي حثّ عليها ديننا الحنيف هي عدم التلبس بالمعاصي والذنوب من جديد، بعد أن قضى المؤمنون أيام شهر رمضان المبارك بين تلاوة القرآن وبين الاستغفار والتوبة والأعمال المستحبة وغيرها، وكانت الدورة الروحية من شهر الضيافة الكبرى هي الصيام عن المحرمات والمعاصي والذنوب، لكن سرعان ما تنقلب تلك الأعمال إلى أعمال منافية للتي كانت في الشهر الكريم، ويبدأ مشوار النفس والغرائز، وربما يضيع تعب الإنسان من صيامه وقيامه، لعدم ثبات الإنسان عند وعوده وعهوده مع الله سبحانه!
فيا أيّتها العزيزة الغالية لا تتلفي ألوان العبادة النقية بألوان المعصية، ولا تحاولي التضحية بثوب التقوى مكان ثوبٍ يفتن الناظرين، ولا تتعطّري بغير الاستغفار والتوبة والذكر، فإنّ الأيام راحلة، والعمر محدود.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (62)