تزويج أمير المؤمنين (عليه السلام) من فاطمة الزهراء (عليها السلام)

(1/ذي الحجة/2هـ)

بعد ما استقرت قدم علي (عليه السلام) بالمدينة ونزل مع النبي(صلى الله عليه وآله) في دار أبي أيوب الأنصاري كان من اللازم أن يقترن بزوجة، وكان على النبي(صلى الله عليه وآله) أن يزوجه، فهو شاب قد بلغ العشرين أو تجاوزها، والزواج من السنة ومَنْ أحق من النبي وعلي (صلوات الله عليهما) باتباع السنة، ولكن من هي هذه الزوجة التي يخطبها علي (عليه السلام) ويقترن بها، ومن هي هذه الزوجة التي يختارها له النبي(صلى الله عليه وآله) ويقضي بذلك حقه وحق أبيه أبي طالب؟ ليست إلا ابنة عمه فاطمة (عليها السلام)، فلا أكمل ولا أفضل منها في النساء، ولا أكمل ولا أفضل من علي (عليه السلام) في الرجال، إذا فتحتَّم على علي (عليه السلام) أن يختارها زوجة وعلى الرسول(صلى الله عليه وآله) أن يختارها له، ولذلك قال النبي(صلى الله عليه وآله): ((لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ))، ومن قبلهما اختار الله تعالى تزويجهما حيث يُروى عن الحسين بن علي (عليهما السلام) أنه قال: ((بَيْنا رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) في بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ إذْ هَبَطَ عَلَيْهِ مَلَكٌ لَهُ عِشْرُونَ رَأْساً، في كُلِّ رأْس أَلْفُ لِسان، يُسَبِّحُ الله وَيُقَدِّسُهُ بِلُغَة لا تَشْبَهُ الأُخْرى، وَراحَتُهُ أَوْسَعُ مِنْ سَبْعِ سَماوات وَسَبْعِ أَرَضينَ، فَحَسِبَ النَّبيُّ(صلى الله عليه وآله) أَنَّهُ جَبْرائيلُ، فَقالَ: يا جبرئيل! لم تأتني في مثل هذه الصورة قطّ، قالَ: ما أنا جبرئيل، أنا صرصائيل، بعثني الله إليك لتزوّج النور من النور، فَقالَ النَّبيُّ (صلى الله عليه وآله) مَن ممّن؟ قالَ: ابنتك فاطمة من عليّ بن أبي طالب، فَزَوَّجَ النَّبيُّ(صلى الله عليه وآله) فاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ بِشَهادَةِ جَبْرائيلَ وَميكائيلَ وَصَرْصائيلَ.

قالَ: فَنَظَرَ النَّبيُّ(صلى الله عليه وآله) فَإذا بَيْنَ كِتْفَيْ صَرْصائِيلَ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، مُحمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، عَليُّ بنُ أَبي طالِب مُقيمُ الْحُجَّةِ، فَقالَ النَّبيُّ(صلى الله عليه وآله): يا صرصائيل! منذ كم هذا كتب بين كتفيك؟ قالَ: من قبل أن يخلق الله الدنيا باثني عشر ألف سنة ))[1].

وعندما دخل النبي(صلى الله عليه وآله) المدينة نزل في دار أبي أيوب الأنصاري وكان علي (عليه السلام) معه فيها، ولم يكن قد بنى لنفسه بيتا ولا لعلي ولذلك لم يزوّج عليا أول وروده المدينة وانتظر بناء بيت له، ومع ذلك ففي بعض الروايات أنه زوجه بفاطمة (عليها السلام) بعد مقدمه المدينة بخمسة أشهر، وبعد رجوعه من بدر، فيكون قد عقد له عليها وهو في دار أبي أيوب، ودخل بها بعد خروجه من دار أبي أيوب بشهرين.

هذا وقد خطبها أبو بكر ثم عمر إلى النبي(صلى الله عليه وآله) مرة بعد أخرى فردهما، فمرة يقول إنها صغيرة، ومرة يقول أنتظر بها القضاء، فقال نفر من الأنصار لعلي عندك فاطمة فأتى النبي(صلى الله عليه وآله) فسلّم عليه فقال ما حاجتك قال ذكرت فاطمة، قال: (مرحبا واهلا) فأخبر النفر بذلك قالوا يكفيك أحدهما أعطاك الأهل أعطاك المرحب.

 ثم إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة (عليها السلام): (إن عليا يذكركِ وهو ممن عرفتِ قرابته وفضله في الإسلام وإني سالتُ ربي أن يزوجكِ خير خلقه وأحبّهم إليه، فسكتت فقال الله أكبر سكوتها إقرارها).

وكيف لا تسكت فاطمة (عليها السلام) ولا ترضى وهي قد عرفت عليا (عليه السلام) في صغره وشبابه ودرست أخلاقه وأحواله دراسة كافية، فإنه تربى معها وفي بيت أبيها، ورأت بعينها شجاعته الخارقة عند هجرتها من مكة إلى المدينة حين لحقه الفوارس الثمانية، وكيف قتل جناحهم فقده من كتفه إلى قربوس فرسه وهرب أصحابه أذلاء صاغرين، وعرفت كيف كانت محافظته عليها وعلى رفيقاتها الفواطم الهاشميات في ذلك السفر وحُنوّه عليها وعليهنَّ ورفقه بها وبهنَّ، فهل يمكن أن تتردد في الرضا بأن يكون لها بعلا وتكون له زوجة، وتحقق بذلك صدق أبيها في أنه لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض، وإنما أراد الرسول(صلى الله عليه وآله) باستشارتها الجري على السنّة وتعليم أمته أن تُستأمر المرأة عند إرادة تزويجها، لِمَا في ذلك من إظهار لكرامتها، وأن لا يستبدوا بها حتى لو كان أبوها سيد الأنبياء، وخاطبها علي بن أبي طالب سيد الأمة بعد أبيها[2].

قدر مهر الزهراء (عليها السلام):

والروايات مختلفة في قدر مهر الزهراء (عليها السلام)، والصواب أنه كان خمسمائة درهم، لكثرة الروايات المحددة له بذلك، كما ثبت من طريق أهل البيت (عليهم السلام)، وتدل عليه روايات كثيرة من طريق الجمهور كما رواه ابن سعد في الطبقات، هذه فاطمة وهذا علي (عليهما السلام) لا تزيدهما كثرة المال شرفا ولا تنقص قلته من شرفهما، هي سيدة النساء وهو سيد العرب، فما يصنعان بالمال وما يصنع لهما.

جهاز الزهراء (عليها السلام) عند تزويجها:

جاء علي (عليه السلام) بالدراهم فصبّها بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فأمر(صلى الله عليه وآله) أن يجعل ثلثها في الطيب - اهتماما بأمر الطيب - وثلثها في الثياب، وقبض قبضة كانت ثلاثة وستين أو ستة وستين لمتاع البيت، ودفع الباقي إلى أم سلمة فقال أبقيه عندك، فكان مما اشتروه: قميص بسبعة دراهم، وخمار بأربعة دراهم، وقطيفة سوداء خيبرية - وهي دثار له خمل - وسرير من جريد النخل مشبك بخوص النخل المفتول، وفراشان من خيش مصر - وهو مشاقة الكتان - حشو أحدهما ليف وحشو الآخر من صوف الغنم، وأربع متكئات من الجلود محشوة بالإذخر- نبات طيب الرائحة - وستر رقيق من صوف، وحصير هَجَري معمول بهَجَر - قرية بالبحرين - ورحى لتطحن بها سيدة النساء لقوتها وقوت علي (عليه السلام)، وإناء نحاس لتغسل فيه الثياب وربما عجنت فيه، وقربة صغيرة وأخرى كبيرة لتستقي بها، وقربة صغيرة عتيقة لتبريد الماء، وقدح من خشب، ووعاء مصنوع من ورق النخل مزفت تغسل به يديها ويدي ابن عمها وجرّة خضراء، وكيزان – جمع كوز - خزف، وبساط من جلد، وعباءة قطوانية - بالتحريك وهي عباءة بيضاء قصيرة الخمل نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة -.

فلما وضع ذلك كله بين يدي النبي(صلى الله عليه وآله) جعل يقلبه بيده ويقول: ((اللهم بارك لأهل البيت))، وفي رواية أنه بكى وقال: ((اللهم بارك لقوم جُلّ آنيتهم الخزف)). ولم يكن بكاؤه أسفا على ما فاتهم من زخارف الدنيا الفانية ولكنها رقة طبيعية تعرض للوالد في مثل هذه الحال.

وكان من تجهيز عليّ (عليه السلام) دارَه: نشرُ رملٍ ليّن، ونَصْبُ خشبة على الحائط لتعليق الثياب عليها، وبسط جلد كبش ومخدة ليف وقربة ومنخل لتنخل به الزهراء (عليها السلام) الدقيق الذي تطحنه ومنشفة وقدح. هكذا كان جهاز سيدة النساء وجهاز بيت سيد الأوصياء، وهو مما يدلنا على هوان الدنيا على الله، وما ضرّ عليا وفاطمة ولا أنقص من عزهما أن لا يكون في جهاز عرس فاطمة (عليها السلام) أساور ولا أقراط من ذهب ولا فضة ولا عقود من جواهر أو لؤلؤ بل تزينت بحلي مستعار[3].

زفاف الزهراء إلى عليّ (عليهما السلام):

فلما كان بعد نحوٍ من شهر قال جعفر وعقيل لأخيهما علي (عليه السلام)، أو عقيل وحده، ألا تسأل رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يدخل عليك أهلك؟ قال (عليه السلام): الحياء يمنعني، فاقسم عليه أن يقوم معه فقاما وأعلما أم أيمن، فدخلت إلى أم سلمة فأعلمتها وأعلمت نساء النبي(صلى الله عليه وآله) ، فاجتمعن عنده وقلن: .... يا رسول الله هذا أخوك وابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يُحبُّ أن تُدخِل عليه زوجته، قال(صلى الله عليه وآله): حبا وكرامة، فدعا بعلي فدخل وهو مُطرق حياءً وقُمْنَ أزواجه فدخلن البيت فقال: أتحبُّ أن أُدخل عليك زوجتك؟ فقال (عليه السلام) وهو مطرق: أجل فداك أبي وأمي، فقال(صلى الله عليه وآله) :أدخلها عليك إن شاء الله، ثم التفت إلى النساء وأمرهن أن يُزينَّ فاطمة (عليها السلام) ويُطيبْنَها ويُصلِحنَ من شأنها في حجرة أم سلمة وان يَفرشنَ لها بيتا كان قد هيأه علي (عليه السلام) بالأجرة، وكان بعيدا عن بيت النبي(صلى الله عليه وآله) قليلا فلما تزوج بها حوّله إلى بيت قريب منه، ففعلن النسوة ما أمرهن وعلقن عليها من حليهن وطيّبْنها[4].

كيفية الزفاف:

فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي(صلى الله عليه وآله) ببغلته الشهباء أو بناقته وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة (عليها السلام): اركبي، فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها، ومشى(صلى الله عليه وآله) خلفها ومعه حمزة وعقيل وبنو هاشم مشهرين سيوفهم، ونساء النبي(صلى الله عليه وآله) قدّامها يرجِزْنَ، وأمَرَ بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة (عليها السلام) وأن يفرحنَ ويرجزْنَ ويكبّرنَ ويحمدْنَ ولا يقلن ما لا يرضي الله.

ثم أنفذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه السلام) فدعاه واخذ بيد فاطمة (عليها السلام) فوضعها في يده وروي أنه قال: ((اللّهم إنهما أحبّ إليّ فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا، وإني أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم)) ودعا لفاطمة (عليها السلام) فقال: ((أذهب الله عنكِ الرجس وطهركِ تطهيرا))، وروي أنه قال: ((مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان)) وفي رواية أنه قال: ((اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إليّ اللهم وهذا أخي وأحبّ الخلق إليّ اجعله لك وليا وبك حفيا وبارك له في أهله))، ثم قال: ((يا علي ادخل باهلك بارك الله تعالى لك ورحمة الله وبركاته عليكم إنه حميد مجيد))، ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال: ((طهّركما الله وطهّر نسلكما أنا سلم لمن سالمكما وحرب لمن حاربكما أستودعكما الله وأستخلفه عليكما)) ثم أغلق عليهما الباب بيده. هكذا كان زفاف فاطمة إلى علي (عليهما السلام) فهنيئا لك يا أبا الحسن ويا سيدة النساء بهذا العرس الذي تجلت فيه العزة والعظمة والهيبة والجلالة.

الحقوق الزوجية:

بهذه المناسبة السعيدة لا بأس أن نذكر جملة من الحقوق الزوجية، فقد وضع الإسلام حقوقا وواجبات على جميع أفراد الأسرة، وأمر بمراعاتها من أجل إشاعة الاستقرار والطمأنينة في أجواء الأسرة، وتعميق الأواصر وتمتين العلاقات بين أفرادها، وإزالة كل أنواع المشاحنات والخلافات المحتملة.

حقوق الزوجة:

المرأة شريكة الحياة، ولها ما للرجال من الحقوق، وعلى الزوج أن يراعي حقوقها، حتّى تستحكم أواصر العلاقات الزوجية، وفي حقّ الزوجة يقول الإمام السجاد (عليه السلام): ((وأمّا حقّ الزوجة: فأن تعلم أنّ الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً واُنساً، فتعلم أنّ ذلك نعمة من الله عليك، فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقّك عليها أوجب فإنّ لها عليك أن ترحمها لأنّها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها، وإذا جهلتْ عفوتَ عنها)). فما أروع هذه الاُصول والقواعد الأوّلية في الحياة الزوجية. وللزوجة على الزوج جملة من الحقوق منها:

1 ـ العفو والتسامح و تحمّل الأذى: قال إسحاق بن عمّـار: ((كان لأبي عبد الله (عليه السلام) امرأة وكانت تؤذيه فكان يغفر لها)).

2ـ الإنفاق والسعة: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ((ما من عبد يكسب، ثمّ ينفق على عياله، إلاّ أعطاه الله بكلّ درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف)).

3ـ الحنان وعدم الظلم: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (خير الرجال من اُمّتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم ...))

4ـ عدم الضرب المبرح: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ((من رفع يده على زوجته، مدّت له يد في النار)).

5 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ((لمّـا نزلت هذه الآية: ( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قووا أنفُسَكُمْ وَأهْلِيكُمْ نَاراً)، جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا قد عجزت عن نفسي كلّفت أهلي، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك، وتنهاهم عمّـا تنهى عنه نفسك)).
6ـ رعايتها والمحافظة عليها: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ((إنّما المرأة لعبة من اتّخذها فلا يضيّعها)).

7ـ الإحسان: عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، قال: ((عيال الرجل اُسراؤه، وأحبّ العباد إلى الله عزّ وجلّ أحسنهم صنيعاً إلى اُسرائه)).

8ـ المداراة المطلقة: عن الصادق (عليه السلام)، قال: ((اتّقوا الله في الضعيفين)) يعني المملوك والمرأة، والضعيف يحتاج دائماً إلى مداراة.

9 ـ التزين وحسن المظهر: عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: ((النساء يحببن أن يرين الرجل في مثل ما يحبّ الرجل أن يرى فيه النساء من الزينة)).

حقوق الزوج: للزوج على زوجته جملة من الحقوق منها:

1 ـ الإطاعة الخالصة: قال(صلى الله عليه وآله): ((حقّ الزوج على الزوجة: ... أن تطيعه ولا تعصيه ...)).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ((لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )).

2 ـ الإذن في التصرّف وفي الأعمال: يروى أنّ رجلا من الأنصار على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) خرج في بعض حوائجه وعهد إلى امرأته عهداً أن لا تخرج من بيتها حتّى يقدم، قال: وإن أباها مرض، فبعثت المرأة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فقالت: إنّ زوجي خرج وعهد إليّ أن لا أخرج من بيتي حتّى يقدم، وإنّ أبي مرض، أفتأمرني أن أعوده؟ فقال(صلى الله عليه وآله): لا، اجلسي في بيتكِ وأطيعي زوجكِ، قال: فمات، فبعثت إليه فقالت: يا رسول الله، إنّ أبي قد مات فتأمرني أن أحضره؟ فقال(صلى الله عليه وآله): لا، اجلسي في بيتك وأطيعي زوجكِ، قال: فدفن الرجل فبعث إليها رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ الله تبارك وتعالى قد غفر لك ولأبيكِ بطاعتكِ لزوجكِ)).

ونهى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها، فإن خرجت لعنها كلّ ملك في السماء وكلّ شيء تمرّ عليه من الجنّ والإنس حتّى ترجع إلى بيتها، ونهى أن تتزيّن لغير زوجها، فإن فعلت كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يحرقها بالنار.
3 ـ الرفق بالزوج: على المرأة أن تتعامل مع زوجها برفق فلا تحمّله ما لا يقدر عليه، وأكثر من طاقته، قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): ((أيّ امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق، لم تقبل منها حسنة، وتلقى الله وهو عليها غضبان)).

4 ـ الاهتمام بداخل الدار ولوازم البيت: عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) ، قال: ((حقّ الرجل على المرأة إنارة السراج وإصلاح الطعام، وأن تستقبله عند باب بيتها فترحّب به، وأن تقدّم إليه الطشت والمنديل - كما كان من وسائل الزمان القديم، ولكلّ زمان وسائله وآلاته وأدبه الخاصّ كما هو واضح، فإنّ المقصود بيان بعض الأمثلة في الروايات الشريفة لا خصوص المورد - وأن توضئه، أي تغسل يده، فإنّ الوضوء لغةً بمعنى الغسل، وأن لا تمنعه نفسها إلاّ من علّة)) .

5 ـ الاهتمام بأداء الحقوق: قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): ((لا تؤدّي المرأة حقّ الله عزّ وجلّ حتّى تؤدّي حقّ زوجها))

6 ـ حق الفراش: قال النبيّ الاكرم(صلى الله عليه وآله): ((لا يحلّ لامرأة أن تنام حتّى تعرض نفسها على زوجها، تخلع ثيابها، وتدخل معه في لحافه فتلزق جلدها بجلده، فإذا فعلت ذلك فقد عرضت نفسها )). 

عن الصادق (عليه السلام)، قال: ((إنّ امرأةً أتت رسول الله(صلى الله عليه وآله) لبعض الحاجة، فقال لها: لعلّك من المسوّفات، وكأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو يتعرّض لها ليعلّمها ما يجب عليها، فقالت: يا رسول الله، وما المسوّفات؟ فقال: المرأة يدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزال تسوّفه (أي تأخره) حتّى تنقضي حاجة زوجها فينام، فتلك لا تزال الملائكة تلعنها حتّى يستيقظ زوجها )).

7 ـ التزيّن: من حقّ الزوج على الزوجة أن تتزيّن له، فعلى المرأة أن تتزيّن لزوجها. عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: ((ليتزيّن أحدكم لأخيه إذا أتاه كما يتزيّن للغريب الذي يحبّ أن يراه في أحسن الهيئة )). بطريق أولى يتزيّن الزوج لزوجته، وأولى من هذا أن تتزيّن المرأة لزوجها.

8 ـ عفّة الكلام: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): ((أيّما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفاً ولا عدلا ولا حسنة من عملها حتّى ترضيه، وإن صامت نهارها وقامت ليلها واعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله، وكانت أوّل من يرد النار، وكذلك الرجل إذا كان لها ظالماً)).

 

لتحميل الملف اضغط هنا


[1] بحار الأنوار 43: 123 ح 31.

[2] أعيان الشيعة للسيد محسن الامين ج1/ص377.

[3] أعيان الشيعة للسيد محسن الامين ج1/ص379.

[4] أعيان الشيعة للسيد محسن الامين ج1/ص379.