الجواب: الرَّفضُ في اللغة يأتي بمعنى التركِ، يُقال: رَفَض يَرْفض رَفضاً، أَيْ: تَرَك.
وأَمّا في الاصطلاح: فإِنّهُ يُطلق على تلك الطائفة ذات الأَفكار والآراء الاعتقادية التي رفضت الشيخين وبعض الصحابة، وزعمت أَن الخلافةَ في عليٍّ وذريتهِ من بعدهِ، بنصٍ من النَّبي (صلى الله عليه وآله)، وأَن خلافةَ غيرهم باطلة[1]، فمن هنا يُعرف سبب التسمية وهو لرفضنا ائمة الظلم والجور الغاصبين لخلافة أَهل البيت (عليهم السلام).
وأَمّا متى ظهرت هذه التسمية، فهناك عدة أَقوال، نعرض عنها خشية الإِطالة ذاكرين أَهمها، وهو أَنها ظهرت في زمان الإِمام الباقر (عليه السلام)، حيث جاءهُ بعض الشيعة يشتكون إِليه ما حلَّ بهم من ظلم وجور، وإِنَّ الولاةَ سموهم روافض، واستحلوا دمائَهم وأَموالهم بذلك، وإِليك نصُّ الرِّواية:
فعن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن رجلين، عن أبي بصير، قال: قلت لأَبي جعفر ـ الإمام الباقر (عليه السلام) ـ: «جُعلت فداك، اسم سُمّينا به، استُحلتْ بهِ الوِلاةُ دماءَنا وأَموالنا وعذابَنا، قال: وما هو؟ قلت: الرَّافضة، فقال أبو جعفر(عليه السلام): إِنَّ سبعينَ رَجُلاً من عسكر فرعون رفضوا فرعون، فأتوا موسى(عليه السلام)، فلم يكن في قوم موسى(عليه السلام) أَحد أَشد اجتهاداً ولا أَشدَّ حُبّاً لهارون منهم، فسمّاهم قومُ موسى الرّافضة، فأوحى اللهُ إِلى موسى: أَن ثَبت لهم هذا الاسم في التوراة، فإِني قد نحلتهم، وذلك اسم قد نَحْلكُموه الله»[2]، وهناك رواية أُخرى بهذا المضمون وفي مصادر متعددة لم نذكرها طلباً للاختصار.
مجلة اليقين العدد (25)