الأحنف بن قيس

اسمه ونسبه: صخر بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبد مناة بن تميم بن مرة.

قصة إسلامه: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) أرسل جماعة يرأسهم رجل من بني ليث إلى البصرة، ليدعوا أهلها إلى الإسلام، والتمسك بفضائله، لكنه لم يجد أذناً صاغية، فقال الأحنف للناس: والله أن الرجل يدعو إلى خير، ويأمر بالخير، وما أسمع إلا حُسناً، وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن رذائلها.

ولما عاد الليثي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ذكر له ما جرى هناك، وما سمعه من الأحنف، فقال (صلى الله عليه وآله): (اللهم اغفر للأحنف)، فكان الأحنف بعد ذلك يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك، يعني من دعوة النبي (صلى الله عليه وآله)، فَأسلَمَ[1].

أبرز صفاته:

أدرك الأحنف عصر النبي (صلى الله عليه وآله) ولكنه لم يره، وكان يُعدُّ من دُهاة العرب، وكان رجلاً عالماً، حكيماً، وشجاعاً، وصاحب رأي.

وقد تميز بصفة الحلم حتى صار العرب يضربون به المثل فيقولون: (أحلم من الأحنف).

وسُئل ذات مرة كيف أصبحت رئيساً لقومك؟ فقال: بعوني للمحتاجين، ونصرتي للمظلومين.

موقفه مع أمير المؤمنين (عليه السلام):

شهد الأحنف بن قيس جميع حروب الإمام علي (عليه السلام)، إلا حرب الجمل، إذ قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) قبل الخروج: يا أمير المؤمنين، اختَر مني واحدة من اثنتين، إما أن أقاتل معك بمئتي محارب، وإما أن أكف عنك عشرة آلاف سيف، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكفف عنا العشرة آلاف، فذهب الأحنف إليهم ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم، وكان ذلك سبباً في عدم ذهابه إلى حرب الجمل[2].

موقفه من خلافة معاوية:

دخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوماً على معاوية، فقال له معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين، ومُخذِّل الناس عن أم المؤمنين (عائشة) ؟، فقال له: يا معاوية لا تذكر ما مضى منا، ولا تردّ الأمور على أدبارها، والله إن القلوب التي أبغضناك بها يومئذٍ لفي صدورنا، وإن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر، إلا مددنا إليك ذراعاً من ختر (غدر)[3].

وفاته: توفي الأحنف بن قيس (رضي الله عنه) سنة (67 هـ) في الكوفة.

مجلة بيوت المتقين العدد (54)

 


[1] مجمع الزوائد للهيثمي: ج10، ص2.

[2] الكامل في التاريخ لابن الأثير:ج3، ص239.

[3] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج24، ص326.