اسم الكتاب: الخلاصة في علم الكلام.
اسم المؤلف: قطب الدين السبزواري (قدس سره).
تحقيق: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي.
الناشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث.
عدد الصفحات: 107.
سنة النشر: 1432هـ - 2011م.
تتميز الكتب القديمة بمميزات لا تكاد تأتي عليها الكتب الحديثة والعصرية، وأهم تلك المميزات هي الكشف عن حجم التراث العلمي للمذهب الشيعي الحق، وهي دليل صارخ يخرس كل الألسن التي تتطاول على الجانب العلمي المشرق للتشيّع، والتي تدعي أن الموروث العقدي للمذهب هو موروث نشأ متأخراً، لا يمت لأهل البيت (عليهم السلام) بشيء، حتى قال قائلهم إن قضية الإمام المهدي (عليه السلام) هي قضية حديثة مفتعلة أحدثها علماء الشيعة فيما بعد، ودواليك من هذه الترّهات التي تدخل من أذن وتخرج من الأخرى دونما أي تأثير على روح أتباع هذا المذهب الذي أراده الله تعالى حافظاً لدينه وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله).
إضافة إلى قوة وشجاعة مؤلفي هذه الكتب القيمة ومناهجهم السديدة، فمؤلف هذا الكتاب عاش في ظرف هو من أشد الظروف قساوة وضراوة على المذهب وعلمائه، فتتميز تلك الفترة (450 – 650) هجرية، باستيلاء السلاجقة والأيوبيين على قرارات خلفاء وحكام الدول الإسلامية، مما تسبب ذلك بقمع علماء مذهب أهل البيت (K) وقتلهم وتشريدهم ونفيهم.
وهذا الكتاب أعزاءنا القرّاء من نفائس الكتب الكلامية والرائعة، ألّفه الإمام قطب الدين السبزواري (قدس سره)، وهو من علماء أوائل القرن السادس الهجري، وحقّقه العلامة السيد محمد رضا الحسيني الجلالي (قدس سره)، اعتمدالمؤلف في مباحث الكتاب بشكل عام على الدليل العقلي إلّا في القضايا الجزئية التي لا مجال للعقل فيها، فإنه يلتجئ إلى الأدلة السمعية والنقلية أو الثبوت العرفي، فإن مثل قضايا تعيين أشخاص وأسماء الأنبياء والأوصياء (عليه السلام) وإثبات أحوال القبر أو غيرها من القضايا لا يثبتها العقل، وإنما تثبت عن طريق الأدلة المقبولة عند جميع الأطراف.
تدرّج الكتاب في أبواب ثمانية، خمسة منها في أصول الدين (التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، الوعد والوعيد (المعاد))، وأما الأبواب الثلاثة المتبقية فقد اشتملت على مباحث الآلام والأعراض، وفي الآجال والأرزاق، وفي أحوال المكلفين بعد الموت.
ثم اختتم الكتاب مباحثه بـ (فوائد قيمة)، وبالمبحث الأخير يكون المؤلف قد أنهى هذا السفر القيّم، تغمده الله تعالى بواسع رحمته وفضله، إنه سميع الدعاء.