عهد المجتهد الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد حسن النجفي (رحمه الله) على نفسه، أن يكتب كل ليلة قسطاً من كتابه الفقهي الاستدلالي الكبير المعروف بـ (جواهر الكلام) الذي يعتبر عند الفقهاء من أهم مصادر البحث العلمي في الفقه الإسلامي، ففي تلك الليلة التي مات فيها ابنه العزيز، حضر جنازته وبيده قلمه وأوراقه، يكتب أسطراً من الكتاب ودموعه منهمرة على لحيته البيضاء، والحزن يعصر قلبه على ذلك المصاب الجلل.
يقول الشيخ عباس القمي (صاحب كتاب مفاتيح الجنان): حدّثني الشيخ الفقيه الحاج ميرزا حسين بن الميرزا خليل الطهراني، أنه كان لصاحب الجواهر ولد رشيد، اسمه الشيخ حميد، وكان متكفلاً بكل أمور والده، والشيخ صاحب الجواهر متفرغاً لتأليف كتابه الفقهي، ولا يحمل همّ الأمور المعاشية، فتوفي ولده هذا دفعةً، فحزن عليه الشيخ وقال: انقطعت بي الأسباب، وضاق صدري وضاقت الدنيا في عيني، صرت لا أستقر ليلاً ولا نهاراً، دائم التفكر، مضطرب القلب حزيناً كئيباً، وبينما أنا كذلك وقد خرجت من مجلس كنت فيه أول الليل، وأنا متوجه إلى البيت؛ إذ نوديت من خلفي: لا تفكر، لك الله، فالتفتُ من حولي لم أرَ أحداً، فحمدت الله تعالى وتوجّهت إليه، ففُتحت عليَّ بعد تلك الليلة أبواب رحمته، وانتظمت أمــوري وترقّت أحوالي[1].
عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الإيمان له أركان أربعة: التوكل على الله، وتفويض الامر إلى الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عزّ وجل)[2].