الجواب:
التقوى لغة: قال الراغب الأصفهاني في المفردات هي (حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره)[1]، أي أنك تجعل الشيء في حفظ ووقاية من كل شيء (مثلا إني أتقي البرد بثيابي) وهذه لغة تكلم بها القرآن الكريم (قووا أنفسكم وأهليكم ناراً)، (ووقاهم عذاب السعير).
التقوى اصطلاحا: هي جعل النفس في وقاية من الآثام والموبقات. ومن الحقائق التي أشار لها القرآن الكريم أن التقوى مراتب متعددة. (اتقوا الله حق تقاته)[2].
أي إن هناك مرتبة للتقوى هي حق التقوى وهناك مراتب دون هذه المرتبة.
قال في الميزان: (إذا أخذ التقوى حق التقوى الذي لا يشوبه باطل فاسد من سنخه كان محض العبودية التي لا تشوبها إنية وغفلة وهي الطاعة من غير معصية والشكر من غير كفر والذكر من غير نسيان)[3] (فاتقوا الله ما استطعتم)[4] ومعنى هذا الآية يقول: لا تذروا التقوى في شيء مما لا تستطيعونه.
الاستطاعة تختلف باختلاف قوى الناس وأفهامهم وهممهم وأن حق التقوى ليس بوسع الكثيرين.
وعليه فالتقوى ليست مقاماً دينياً خاصاً بل هي حالة روحية تجامع جميع المقامات المعنوية.
وقد أشار القران إلى بعض مراتب العبادة:
ذكر الموقنين وخصّ بهم مشاهدة ملكوت السموات والأرض حيث قال: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين)[5].
ذكر المنيبين وخصّ بهم التذكر قال تعالى: (وما يتذكّر إلا من ينيب)[6].
ذكر العالمين وخصّ بهم أنهم يعقلون الأمثال القرآنية: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون)[7] وكأنهم هم أولو الألباب والمتدبرون، لقوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)[8].
مجلة اليقين العدد (21)