خصائص نبوة رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله)

تتمتع الرسالة الإسلامية المحمدية ببعض الخصائص الإلهية دون غيرها من الرسالات السماوية التي سبقتها، وكذلك نبي الإسلام محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله)، فإنه اختصَّ ببعض الخصائص دون غيره من الأنبياء (عليهم السلام) الذين سبقوه، وهذا ما يدعونا إلى التعرف على تلك الخصائص بشيء من الاختصار، وهذه الخصائص هي:

1- إنّ الدين الإسلامي دين عالمي، وليس ديناً محلياً، أو إقليمياً، أو عنصرياً أو قومياً.

السؤال: لماذا كان كتاب النبي (صلى الله عليه وآله) باللغة العربية مع أن رسالته تتصف بالعالمية؟

الجواب: لأن السنة الإلهية جرت على أن يتحدّث كل نبي بلسان قومه، وأن يكون كتابه بلسان البيئة التي ينطلق منها، إضافةً إلى تحدي وإعجاز هذا الكتاب السماوي لدقائق اللغة العربية من الجمال والبلاغة والفصاحة التي لا تتوفر عليها اللغات البشرية الأخرى، فالله سبحانه قادرٌ على إرسال نبيه وكتابه بلغة أخرى غير العربية، لكن اللغة العربية تعتبر من أصعب وأدق اللغات في العالم البشري، فعندما يتحدى الكتاب العزيز تلك اللغة الفريدة فهو معجزٌ.

2- إنّ نبيّ الإسلام خاتم الأنبياء، وكتابه خاتم الكتب، وشريعته كذلك خاتمة الشرائع وناسختها جمعاء، وبه أغلق باب النبوات وأوصد باب الرسالات، فلا نبي بعده، ولا كتاب، ولا شريعة بعد كتابه وشريعته.

3- الدين الإسلامي يتكفّل تحقيق كل الأماني الإنسانية، ويلبِّي جميع الحاجات الفطرية البشرية، وهو يحتوي على أُصول وضوابط ثابتة وخالدة، كما انّه يستعين في الإجابة على الأسئلة، وحل المشكلات المستجدة من أدوات كالعقل، وقاعدة تقديم الأهم على المهم، وعملية الاجتهاد المستمر، والاستنباط الحيّ، وأصل تقديم الأحكام الثانوية على الأحكام الأولية.

4- من خصائص الشريعة الإسلامية سهولة العقائد وبساطتها، وكذا الاعتدال والجامعية والشمولية في برامجها، وهذه الخصوصية لا توجد في الشرائع الأُخرى (خاصة الشرائع الحاضرة التي طالتها أيدي التحريف)، وللمثال: إن سورة التوحيد تبيّن عقيدة المسلم في مجال التوحيد، ولدى مقارنتها مع ما في المذاهب الحاضرة (وبخاصة النصرانية) من عقائد عجيبة ومعقدة وغير معقولة، نقف على حقائق رائعة وهامّة.

5- إن كتاب المسلمين السماويّ بقي مصوناً من كل نوع من أنواع التحريف، لم يزد فيه شيء، ولم ينقص منه شيء، ولقد بلّغ رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله) مائة وأربع عشرة سورة كاملة للمجتمع الإسلامي، وهي باقية على حالها هذه إلى هذا اليوم، وهناك أدلّة قوية وقطعية عقلية ونقلية على عدم تحريف القرآن إلى هذا اليوم.

6- الروايات الدالة على تحريف القرآن، في كتب الفريقين ليس لها أية قيمة علمية، لانّ لقسم منها طابع التفسير للآية فقط، أي أن ما جاء فيها هو من باب توضيح النبي (صلى الله عليه وآله)، أو الوصي حول المعاني، لا أنّه كان جزءاً من الآية ثم حذف فيما بعد.

وأما القسم الآخر من الروايات المذكورة التي تتضمّن ادّعاء التحريف فإنها نُقِلتْ من أفراد غير موثّقين، فهي ساقطة من حيث الاعتبار اللازم والقيمة المطلوبة سنداً ومتناً.

كما أن وجود الرواية في المجاميع الحديثية ليس دليلاً على اعتقاد مؤلّفيها ومدوّنيها وجامعها بها قط[1].

مجلة اليقين العدد (44)

 


[1] العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) للشيخ السبحاني: ص168.