السيد سامي خضرا
أجيال وأجيال تدارست كتاب نهج البلاغة، وسبرت ما استطاعت من أغواره، لكنّها لم تصل إلى الغاية، لأنّه كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله) كما قال ذلك(صلى الله عليه وآله) أكثر من مرّة، فقد ورد عنه(صلى الله عليه وآله) لرجل اشتكى عليا: «لا تقع في عليّ فإنّه منّي وأنا منه وهو وليكم بعدي»[1]، وقال أيضاً: «مَن أبغض عليّاً فقد أبغضني ومَن فارق عليّاً فقد فارقني، إنّ عليّاً مني وأنا منه خُلق من طينتي وأنا خلقت من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم»[2].
الكلام في منزلة أمير المؤمنين(عليه السلام) كلام طويل الذيل؛ لأنّه عن الدين والإسلام والتنزيل والتأويل، وكلام عن القرآن والمعرفة الوحيانية؛ لذا كان لكلامه وخطبه وحكمه ومواعظه هيمنة وسلطنة في عالم المعرفة، وممّن كتب في هذا الصدد العلامة السيّد سامي خضرا، وكتابه: (قبسات من نهج البلاغة)، قراءة عصرية تخاطب مثقفي العصر وشبابه بلغة يفهمونها، وينتفعون منها، وهذا أمر له كبير القيمة في الواقع، وقد قسم كتابه إلى مقدّمة وفصول، تحدّث في الأول عن أمير المؤمنين(عليه السلام) ونهج البلاغة، وفي باقي الفصول وهي أربع: عن الأخلاق، والجهاد، والسياسة، والحكم والقضاء، ناقش فيها الباحث مناحي الحياة المذكورة آنفاً في نهج البلاغة، بأسلوب يتميّز بالسلاسة والموضوعية، وبلغة عصرية يفهمها مثقف العصر، وفق الله كلّ ساع لنشر الثقافة والمعرفة.
مجلة ولاء الشباب العدد (59)