ما روي عن الإمام علي (عليه السلام)

- روى سُليم بن قيس: أن عمر بن الخطاب أغرم جميع عماله أنصاف أموالهم، ولم يُغرم قنفذ العدوي شيئاً - وكان من عماله - وردّ عليه ما أَخذ منه، وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عُشره، ولا نصف عُشره.

 قال أبان: قال سُليم: فلقيت علياً (عليه السلام)، فسألته عما صنع عمر!!

فقال: هل تدري لم كَفَّ عن قنفذ، ولم يغرمه شيئاً؟!

قلت: لا.

قال: لأنه هو الذي ضرب فاطمة (عليها السلام) بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت (عليها السلام)، وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدُملُج[1].

2- قال أبان: قال سُليم: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان، وأبي ذر، والمقداد، ومحمد بن أبي بكر، وعمر بن أبي سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، فقال العباس لعلي (عليه السلام): ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما غرم جميع عماله؟!

فنظر علي (عليه السلام) إلى من حوله، ثم اغرورقت عيناه، ثم قال: شَكَر له ضربةً ضربها فاطمة (عليها السلام) بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدُملُج[2].

3- ما ذكره الشيخ الكفعمي (قدس سره) (ت 905هـ‍) في كتابه المصباح الذي جمعه من حوالي مئتين وأربعين كتاباً، وقال: إنه جمعه من كتب معتمد على صحتها، مأمور بالتمسك بوثقى عروتها...، فقد أورد (رحمه الله) في كتابه هذا دعاءً عن ابن عباس، عن علي (عليه السلام)، كان علي (عليه السلام) يَقنُت به في صلاته، وقد وصفه في هامش المصباح بقوله: هذا الدعاء عظيم الشأن، رفيع المنزلة.

وقال فيه علي (عليه السلام)، كما روي عنه: (إن الداعي به كالرامي مع النبي (صلى الله عليه وآله) في بدر وأُحد وحُنَين بألف ألف سهم)[3].

ومما جاء في هذا الدعاء قوله عن بيت النبوة: (وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارث علمه، وجحدا إمامته... إلى أن قال: وبطن فتقوه، وجنين أسقطوه، وضلع دَقُّوه[4] وصك مزقوه...)[5].

فقوله (عليه السلام): (فقد أخربا بيت النبوة إلى آخره)، إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي وفاطمة (عليها السلام) من الإيذاء، وإرادة إحراق بيت علي بالنار، وقادوه كالجمل المخشوش، وضغطا فاطمة (عليها السلام) في بابها، حتى أسقطت محسنا، وأمرت أن تُدفن ليلاً، ولا يحضر الأول والثاني جنازتها...

وقال: (والضلع المدقوق، والصك الممزوق) إشارة إلى ما فعلاه مع فاطمة (عليها السلام)، من مزق صكها، ودق ضلعها.

4- عن محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: (بينا أنا، وفاطمة، والحسن، والحسين عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ التفتَ إلينا فبكى، فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟! قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها...)[6].

5- عن مديح بن هارون بن سعد، قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال لعمر في جملة كلام له: (... وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول (صلى الله عليه وآله)،

وابني الحسن والحسين، وابنتي زينب، وأم كلثوم...[7] .

6- روي عن علي (عليه السلام) عند دفن الزهراء قوله: (وستُنِبئُك ابنتك بتضافر أمتك عليّ وعلى هضمها حقها، فأَحفِها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا...)[8].

فإنّ كلامه (عليه السلام) هذا وإن كان لا صراحة فيه بما جرى على الزهراء (عليها السلام)، ولكنه يدل على أن ثمة مظالم بقيت تعتلج بصدرها (عليها السلام)، ولم تجد إلى بثها سبيلا.

وهذه الأمور هي غير فدك، والإرث وغصب الخلافة؛ لأن هذه الأمور قد أعلنتها (عليها السلام)، وبثتها بكل وضوح، واحتجت لها، وألقت خطباً جليلة في بيانها.

 


[1] كتاب سُليم بن قيس: ص222.

[2] بحار الأنوار المجلسي: ج30، ص303.

[3] المصباح للشيخ الكفعمي: ص553.

[4] وضلع كسروه.

[5] المختصر حسن بن سليمان الحلي: ص112.

[6] مناقب آل أبي طالب ابن شهر آشوب : ج2، ص51.

[7] الهداية الكبرى الحسن بن حمدان الخصيبي: ص163.

[8] الأمالي الشيخ المفيد: ص283.