يعتبر شهر محرم الحرام من الأشهر المميزة لدى أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، ولمحبي الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث يستذكرون فيه الفاجعة الأليمة لشهادة الإمام الحسين (عليه السلام)، وأهل بيته وأصحابه الكرام، فتُعقد فيه مجالس الوعظ الرجالية والنسائية، وتقام الشعائر الحسينية المتعددة، تقرباً لله تعالى، ومودةً لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الميامين (عليهم السلام).
ويبرز العنصر النسوي في تلك الفعاليات والأنشطة العاشورائية بروزاً واضحاً وفاعلاً، لا يقل عن الدور الرجالي، لكن بغية الفوز بالحظوة والزلفى من قبل المرأة لدى إمامنا الحسين (عليه السلام)، نضع بعض النقاط المهمة، التي نأمل بها أن تكون سبباً لرضا الإمام الحسين (عليه السلام) في أيام العزاء عليه، وهذه النقاط هي:
1- إقام الفرائض الإلهية، والاجتناب عن معاصيه، فإن إقامة الفرائض والاجتناب عن المحرمات لهي أفضل القربات لإمامنا الحسين(عليه السلام)، كيف لا وهو القائل لأخيه العباس(عليه السلام): «ارجِع إلَيهِم، فَإِنِ استَطَعتَ أن تُؤَخِّرَهُم إلى غُدوَةٍ، وتَدفَعَهُم عِندَ العَشِيَّةِ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنَا اللَّيلَةَ، ونَدعوهُ ونَستَغفِرُهُ، فَهُوَ يَعلَمُ أنّي قَد كُنتُ أُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ، وتِلاوَةَ كِتابِهِ، وكَثرَةَ الدُّعاءِ وَالاستِغفارِ»[1]، فمن غير المقبول اهتمام بعض النساء أو الفتيات بالحضور في مجالس العزاء مع عدم اهتمامهن بإقامة الصلاة في بيوتهنَّ.
2- الاهتمام البالغ بعفاف الملبس والكلام، بل بعموم الأقوال والأفعال أمام الناس، لأن الاهتمام بتلك الصفات هو توقير لصاحب الذكرى (عليه السلام) ولشعائره، إضافةً إلى كون العفاف بتلك الأمور هو مطلوب على كل حال، غير مقصور على حضور الشعائر فقط.
3- إخلاص النية في حضور المجالس والشعائر الحسينية، لأن النية الخالصة هي أساس القبول عند الله تعالى، فالابتعاد عن الرياء في حضور المجالس، والمباهاة بالملابس، والتبجح بإهداء الثواب وغيرها، يعتبر من سوء التوفيق في خدمة سيد الشهداء (عليه السلام)، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «اخْلِصِ الْعَمَلَ، فَإِنَّ النّاقِدَ بَصيرٌ»[2].
4- استشعار المصيبة العظمى لما جرى على سيد الشهداء (عليه السلام) وعلى أهل بيته وصحابته، والتعاطي معها بالحزن والبكاء والتفجع الحقيقي، ومحاولة التباكي إن لم يكن هنالك بكاءٌ، كما ورد عن الصادق (عليه السلام): «مَنْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فِينَا دَمْعَةً لِدَمٍ سُفِكَ لَنَا أَوْ حَقٍّ لَنَا نُقِصْنَاهُ أَوْ عِرْضٍ انْتُهِكَ لَنَا أَوْ لِأَحَدٍ مِنْ شِيعَتِنَا بَوَّأَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا فِي الْجَنَّةِ حُقُباً»[3].
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (32)