1- عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ورَسُولُه والْمُؤْمِنُونَ) قَالَ: (هُمُ الأَئِمَّةُ)[1].
2- عَنْ عَبْدِ الله بْنِ أَبَانٍ الزَّيَّاتِ وكَانَ مَكِيناً عِنْدَ الرِّضَا (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا (عليه السلام) ادْعُ الله لِي ولأَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ: (أولَسْتُ أَفْعَلُ والله إِنَّ أَعْمَالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ)، قَالَ: فَاسْتَعْظَمْتُ ذَلِك َ فَقَالَ لِي: (أمَا تَقْرَأُ كِتَابَ الله عَزَّ وجَلَّ: (وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ورَسُولُه والْمُؤْمِنُونَ) قَالَ: (هُوَ والله عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ(صلى الله عليه وآله))[2].
3- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الصادق (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُه يَقُولُ: (مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ رَسُولَ الله(صلى الله عليه وآله))، فَقَالَ رَجُلٌ كَيْفَ نَسُوؤُه فَقَالَ: (أمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْه فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَه ذَلِكَ فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ الله وسُرُّوه) [3].
4- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (صلى الله عليه وآله) قَالَ: (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ عَلَى رَسُولِ الله(صلى الله عليه وآله) أَعْمَالُ الْعِبَادِ كُلَّ صَبَاحٍ أَبْرَارُهَا وفُجَّارُهَا فَاحْذَرُوهَا وهُوَ قَوْلُ الله تَعَالَى: (اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ورَسُولُه) وسَكَتَ)[4].
الشرح:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (تُعْرَضُ الأَعْمَالُ عَلَى رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله)، ظاهر أحاديث هذا الباب أنَّ أعمال كلِّ أحد تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مفصّله في كلّ يوم وهذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أن تعرض عليه أعمال اليوم والّليلة معاً وقت الصبح، ويشعر به هذا الخبر.
وثانيهما: أن تعرض أعمال الّليل في الصباح وأعمال النهار في المساء، لأَنّهما وقتان لرفع الأَعمال، ويُشعر به خبر عبد الله بن أبان الزِّيّات عن الرِّضا (عليه السلام).
وهذه الأَخبار لا تنافي ما رواه عبد الله بن سنان عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (يوم الخميس تعرض فيه الأَعمال)، لاحتمال أن يقع عرض أعمال الأسبوع مرَّة في الخميس هذا، وقال بعض العامّة: إنَّ الأَعمال تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عرضاً مجملاً كأن يقال عملت أمّتك خيراً أو أنّها تعرض دون تعيين عاملها.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) في الحديث السابق: (فَإِذَا رَأَى فِيهَا مَعْصِيَةً سَاءَه)، شفقة على أمّته ومشاهدة لمخالفته ومخالفة ربّه.
قوله (عليه السلام): (أَبْرَارُهَا وفُجَّارُهَا)، الظاهر أنّه بيان للأَعمال، وضمير التأنيث راجع إليها، والإضافة بيانيّة، والأبرار جمع البرّ بالكسر، والبرّ كثيراً ما يطلق على الأَولياء والزُّهاد والعبّاد، وقد يطلق على الطاعة والعبادة والأَعمال الصالحة، لأَنّها تُحسن إلى صاحبها وتتسبّب لتقرّبه إلى الله تعالى وهذا هو المراد هنا، والفجّار جمع الفاجر: وهو المرتكب للمعاصي، وقد يطلق على المعصية والأعمال القبيحة من باب تسمية الحال، باسم المحلِّ وهذا أيضاً هو المراد هنا.
قوله (عليه السلام): (فَاحْذَرُوهَا)، ضمير التأنيث راجع إلى الفجّار الّتي هي عبارة عن الأعمال القبيحة، أو إلى الأَعمال باعتبار نوعها المنهي عنه.
مجلة بيوت المتقين العدد (62)