أثر الرضاعة بطهارة

قيل لوالدة الشيخ الأنصاري رحمه الله: إن ولدك بلغ درجة عالية من العلم والتقوى، ونال رتبة الزعامة الدينية العليا للشيعة في العالم.

فقالت: لا عجب فقد كنت أتمنى له درجة أعلى من ذلك، لأنني ما رضعته مرة إلا وأنا على وضوء، حتى في تلك الليالي والأيام الشديدة البرد فأقوم لأسبغ الوضوء ثم أرضعه وأنا على الطهارة.. فلماذا لا يصبح اليوم (الشيخ الأنصاري)؟!..

ولقد بكى المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ الأنصاري كثيراً عند وفاة أمه الصالحة حتى جاءه بعض أصحابه يحاولون منعه من البكاء الشديد، بل ربما لامَهُ بعض منهم، فقال له الشيخ: (إن بكائي وأسفي ليس لأني فقدت أمي، إنما لافتقادي نعمة عظيمة مثل هذه المخدرة الصالحة، إذ بوجودها المبارك كان الله يدفع البلاء عنا).

وهكذا لا يأخذك العجب أيها القارئ كما أخذ بعضاً من مقربي هذا المرجع الكبير الذي امتدت زعامته الدينية أقصى بلاد المسلمين، فأينما كانت الشيعة، كانت زعامته ومرجعيته لهم سائدة.. فقد كان يأتي كل أسبوع إلى قبر أمه المؤمنة (رحمة الله عليها)، فيجهش بالبكاء، فيقول له مرافقوه: أيها المرجع!.. لا يجدر بك هذا البكاء على أمك، وأنت صاحب مقام كبير عند الناس؟..

فيقول لهم: إن كان لي مقام كبير كما تقولون، فإنني حصلت عليه بفضل تربية أمي، هذه المؤمنة بالله، الصابرة التي سهرت الليالي من أجلي ومستقبلي. من كتاب قصص العلماء.