لا شك أنّ كلّ فرقة تدعي أنّها هي الناجية يوم القيامة دون غيرها من الفرق، ولكن تفتقر للدليل الذي يثبت ذلك، ولنا الحق أن نقول: إنّ الفرقة الإمامية الاثني عشرية هي الفرقة الناجية؛ وذلك لدليلين، أولهما عقلي والآخر نقلي.
أما العقلي، فيستند إلى مقدّمتين:
الأُولى: قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): «وستفترق أُمّتي إلى ثلاث وسبعين فرقة كُلّها في النار إلّا واحدة»[1].
والثانية: المسلمون قد افترقوا إلى عدّة مذاهب، كُلّها تقول بإمامة أبي بكر، عدا الفرقة الإمامية الاثني عشرية، فإنّها اختلفت معهم في تقديم عليّ(عليه السلام)، فقد تبيّن لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق، وهو نتيجة قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنّ هناك فرقة واحدة لا بدّ أن تختلف مع الجميع، وهي الفرقة الناجية، فثبت أنّ الإمامية الاثني عشرية هي المختلفة مع الجميع، وبذلك ستكون هي المشار إليها في قوله(صلى الله عليه وآله).
أمّا الدليل النقلي:
فقد روي عن النبيّ(صلى الله عليه وآله) بألفاظ متعدّدة، ومضمونها أنّ شيعة عليّ هم الفائزون، أي: الناجون، وشيعة عليّ هم الذين يقولون بإمامته، وإمامة ولده الأحد عشر إماماً، وهم الاثنا عشرية.
أضف إلى ذلك حديث الثقلين، المروي متواتراً في مصادر الفريقين، الذي يعتبر بمثابة وصية النبيّ(صلى الله عليه وآله) لأُمّته، وهو قوله(صلى الله عليه وآله): «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً»[2]، والمتمسّك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة.
وكذلك الحديث المشهور المروي في مصادر الفريقين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يكون بعدي اثنا عشر أميراً أو خليفة كُلّهم من قريش»، والفرقة الوحيدة التي تعتقد باثني عشر خليفة أو أميرهم الشيعة، الذين عُرفوا بالاثني عشرية، فثبت أنّ الفرقة الناجية هم الاثنا عشرية، بالدليلين العقلي والنقلي.