عزتي في ديني

كانت هناك طفلة صغيرة جميلة اسمها هند... ذهبت في الصباح المبكّر إلى مدرستها وهي تلبس حجابها، وفي يوم من الأيام عادت من المدرسة وعليها سحابة حزن وكآبة وهمّ وغمّ، فسألتها أمها عن سبب ذلك فقالت  وهي من بيت محافظ -: إن مُدرِّستي هدّدتني إن جئت مرة أخرى بمثل هذه الملابس الطويلة،

 فقالت الأم: ولكنها الملابس التي يريدها الله - جل وعلا -

فقالت الطفلة: لكن المُدرِّسة لا تريدها.

 فقالت الأم: المُدرِّسة لا تريد، والله يريد، فمن تطيعين إذن؟ الله الذي خلقك وصوَّركِ وأنعم عليك، أم مخلوق لا يملك ضرا ولا نفعا؟

فقالت الطفلة بفطرتها السليمة: لا، بل أطيع الله وليكن ما يكون.

وفي اليوم الثاني لبست تلك الملابس وذهبت بها إلى المدرسة، ولما رأتها المعلمة انفجرت غاضبة،

تؤنّب تلك الفتاة التي تتحدّى إرادتها، ولا تستجيب لمطالبها ولا تخاف من تهديدها ووعيدها...

أكثرت عليها من الكلام، ولما زادت المعلمة من التأنيب والتبكيت، ثَقُلَ الأمرُ على الطفلة المسكينة البريئة، فانفجرت في بكاء عظيم شديد مرير أليم، أذهل المعلمة، ثم تفكفتْ دموعها، وقالت كلمة حق تخرج من فمها كالقذيفة تقول: والله ما أدري هل أطيعكِ أنتِ أم هو؟

 قالت المعلمة: ومن هو؟

قالت: الله رب العالمين الذي خلقني وخلقكِ، وصوّرني وصوّركِ، أأطيعك فألبس ما تريدين وأغضبه هو، أم أطيعُهُ وأعصيكِ أنت ؟!... لا... بل سأطيعه وليكن ما يكون.

ذُهلت المعلمة ودُهشت، هل هي تتكلم مع طفلة أم مع راشدة؟ ووقعت منها الكلمات موقعا عظيما بليغا وسكتت عنها المعلمة...

 وفي اليوم التالي استدعت المعلمة أم البنت وقالت لها: لقد وَعَظَتْني ابنتُك أعظم موعظة سمعتها في حياتي، لقد تبتُ إلى الله وأنبتُ إلى الله، فقد جعلتُ نفسي نِدَّاً لله حتى عرَّفتني ابنتُك من أنا!

فجزاكِ الله من أم مربية خيرا.

العبرة في القصة:

يجب علينا أن نتمسك بديننا وبالحق، وبحجابنا مهما كانت الظروف، وقد يكون هذا الثبات سببا في توبة وانابة من حولنا.

المصدر: مجلة بيوت المتقين، العدد (67)، صفحة (30)