عصمة الزهراء (عليها السلام)

لا شك ولا ريب في اعتقادنا بعصمة أم الأئمة مولاتنا الزهراء (عليها السلام) لكن البعض يغيب عنه دليل هذه العصمة المباركة، لذا سنذكر هنا بعض الأدلة على ذلك.

أول الأدلة على عصمتها (عليها السلام) في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)[1].

فقد اتّفق المفسّرون والمحدّثون من الفريقين على أنّها (عليها السلام) من مصاديق هذه الآية، وإذهاب الرجس يعني العصمة.

2- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّ الله يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها»[2]، ولا يمكن أن يناط غضب ورضا الله تعالى بغضب ورضا غير المعصوم.

3- الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في توقيعه إلى الشيخ العمري: «وفي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي أسوة حسنة»[3]، والمعصوم لا يتأسّى بغير المعصوم والأقلّ كمالاً.

4- عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع مَن خلق الله من الجنّ والإنس، والطير والوحوش، والأنبياء والملائكة»[4]

ولا يوجد إنسان مفترض الطاعة وهو غير معصوم.

5- في حديث الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): في مقام تفضيل الزهراء (عليها السلام) على نساء العالمين: «... وإنّ الله عزّ وجلّ جعلكِ سيّدة نساء عالمك وعالمها، وسيّدة نساء الأولين والآخرين»[5].

هذه السیادة والأفضلية على نساء الدنيا ونساء الجنّة حتّى مريم (عليها السلام)، لا تكون إلا لامرأة متّصفة بالعصمة، فلا تكون غير المعصومة أفضل من المعصومة.

ومثل هذا الحديث ما روي عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «وابنتي فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة من الخلق أجمعين»[6].

6- الحدیث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله): «منّا خمسة معصومون».

قيل: يا رسول الله مَن هم؟

قال: «أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين»[7].

هذا نزر يسير وقطرة من بحر بخصوص عصمة مولاتنا الزهراء (عليها السلام) ولو أردنا المزيد لطال بنا المقام.

 ومن الجدير بالذكر ان عصمتها (عليها السلام) غير مكتسبة من البيئة ومعاشرتها مع أبيها (صلى الله عليه وآله)، فإن بعض أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) عِشْنَ معه سنين ولكن لم تنفعْهٌنَّ هذه العشرة، ولم تعصمْهُنَّ، فخالفْنَ قوله وخرجْنَ لمحاربة وصيّه، وفعلْنَ ما فعلْنَ عند دفن الإمام الحسن الزكي (عليه السلام).

فهي (عليها السلام) بنفس الدرجة والرتبة والعصمة حتى وإن فرضنا أنها لم تكن قد عاشَتْ في بيتِ أبيها (صلى الله عليه وآله)

مجلة ولاء الشباب العدد (22)

 


[1]  الأحزاب:33.

[2] بحار الأنوار، المجلسي: ج43، ص220.

[3]  بحار الأنوار، ج53، ص180.

[4]  دلائل الإمامة، ابن جرير الطبري: 228.

[5] علل الشرائع: 182.

[6] إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل، نور الله التستري: ج5، ص41.

[7] العوالم، البحراني: ج11، ص86.