رمضان أقبِل

شهر رمضان هو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية، وهو موسم عظيم من مواسم الخير للمسلمين، يكسب فيه المسلم الصالحات ويتزوّد منه لآخرته، وما من مسلم إلا وعيناه تحدّق بالسماء شوقاً لرؤية هلال الشهر المبارك، ليعلن بدء ضيافة الله حيث الرحمة والغفران.

فماذا تفعل أخي المؤمن مع هذا الشهر؟

قبل شهر رمضان اجعل مضمارك أن تدعو الله بلوغ رمضان، وأن يعينك فيه على الطاعات، فقد يدرك الإنسان الشهر ولكن بلا جدٍّ في العمل الصالح، فالدعاء خير معين، لعل قلباً يتحرك، أو نفس إلى الرشد ترجع، أو غافلاً يتذكر.

وفي أيام الشهر، رطّب سمعك بمحاضرة وعظٍ، أو كلمة حكمة، أو طالع كتاباً يخصُّ شهر رمضان، حتى وإن كنت هجرت القراءة من زمن، فإن ذلك يزيدك علماً نافعاً، وتحفيزاً للعمل الصالح، وحثاً على استغلال هذا الوقت الثمين من العمر.

التوبة النصوح من أعظم الأعمال التي تبدأ بها موسم الصيام والعبادة، فتعتاد نفسك على امتثال أوامر الشريعة، وتنزجر عن كل ما نهاك عنه الشرع الحكيم، وليعاهدك قلبك في ذلك على الصدق والعزم والرغبة بما أعدّ الله تعالى للتائبين، فإن لمست من نفسك نشاطاً واجتهاداً فلا تتماهل في الندم على ماضي الخطايا والآثام، وأحزم أمرك للطاعات، والرجوع عما يبغضه الله من السلوك، ظاهراً وباطناً، إلى ما يحبه ويرضاه، ودل هذا، أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة، لأن الله خاطب المؤمنين جميعاً، فسارع إلى التوبة إلى الله وأكثرْ من الاستغفار.

تحديد وتعيين ما ستقوم به من أعمال صالحة في رمضان وجعل أهداف واضحة؛ من أهم ما تستقبل به شهر الخير، ومن أسباب الاستمرار والمواصلة بعد توفيق الله وإعانته، وهذا يريحك من التخبط والعشوائية، فمثلا: ختم القرآن كل مرة واحدة أو أكثر، والمواظبة على قراءة الأدعية في الليل والنهار، وغير ذلك.

مجلة ولاء الشباب العدد (37)