أعين بن ضبيعة المجاشعي

اسمه ونسبه

أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم[1].

أخباره

 كان من أوائل الملتحقين من تميم البصرة بمعسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا ورد البصرة في حرب الجمل، وجعله أميراً على رجّالة بني تميم، وجارية بن قدامه على تميم البصرة أجمع[2].

كان أعين بن ضبيعة فدائياً، ومن الذين انتدبهم الإمام علي (عليه السلام) لعقر جمل عائشة؛ لأنّه أصبح مشكلة تهدد المسلمين، فصاح (عليه السلام): «ويلكم، أعقروا الجمل فإنّه شيطان، ثمّ قال (عليه السلام): أعقروه وإلّا فُنيت العرب، ولا يزال السيف قائماً وراكعاً حتى يهوي هذا البعير إلى الأرض...»[3].

 فقصد ذوو الجدّ من أصحابه الجملَ حتى كشفوا أهل البصرة عنه، وأفضى إليه رجل من مراد الكوفة يقال له أعين بن ضبيعة، فكشف عرقوبه بالسيف فسقط وله رغاء[4].

أرسله الإمام لوأد الفتنة

بعد أن قتل معاويةُ محمدَ بن أبي بكر والي مصر واستولى عليها، أرسل عبد الله، ابن الحضرمي إلى البصرة وأمره أن يدعو إلى الأخذ بثأر عثمان ويؤلِب الناس ضدَّ أمير المؤمنين(عليه السلام)، فالتفّ حوله مَن كان له هوى في عثمان، واشتدّ أمره حتى كاد يستولى على قصر الإمارة في البصرة، وكان الوالي آنذاك زياد بن عبيد من قبل عبد الله ابن عباس، ووصل الخبر إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فاستدعى أعين بن ضبيعة، وقال له: يا أعين ألم يبلغك أن قومك وثبوا على عاملي مع ابن الحضرمي في البصرة يدعون إلى فراقي وشقاقي، ويساعدون القاسطين الضلاَّل عليَّ؟

فقال أعين: لا تُسأْ يا أمير المؤمنين، ولا يكن ما تكره، ابعثني إليهم وأنا لك زعيم بطاعتهم وتفريق جماعتهم، ونفي ابن الحضرمي من البصرة أو قتله.

فقال (عليه السلام): فاخرج الساعة. فخرج إلى البصرة وأتى واليها زياد وأخبره عن إرسال الإمام له لوأد الفتنة، ثمّ قال: إنّي لأرجو أن يكفى هذا الأمر إن شاء الله، ثم أتى رحله فجمع رجالاً من قومه، ثمّ خطب فيهم فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: يا قوم علام تقتلون أنفسكم، وتهرقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الأشرار؟ وإنّي والله ما جئتكم حتى عبيت لكم الجنود، فإن تُنيبوا إلى الحق يُقبل منكم ويُكف عنكم، وإن أبيتم فهو والله استئصالكم وبواركم. فقالوا: بل نسمع ونطيع. فقال: انهضوا الآن على بركة الله (عزّ وجلّ)، فنهض بهم إلى جماعة ابن الحضرمي، فصافوه وواقفهم عامّة يومه يناشدهم الله، ويقول: يا قوم، لا تنكثوا بيعتكم ولا تخالفوا إمامكم، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلاً، فقد رأيتم وجربتم كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم وخلافكم، فكفّوا عنه ولم يكن بينه وبينهم قتال، وهم في ذلك يشتمونه وينالون منه، ثمّ انصرف عنهم وآوى إلى فراشه ظناً منه أنّهم تؤثر فيهم الموعظة والنصيحة، لكن عشرة من أتباع ابن الحضرمي، وقيل من الخوارج دخلوا رحله ليلاً وقتلوه وهو نائم على فراشه فاستُشهد(رحمه الله) سنة ثمان وثلاثين للهجرة[5].

مجلة بيوت المتقين العدد (75)

 


[1] أسد الغابة: ج1: ص104.

[2] الجمل، الشيخ المفيد: ص72.

[3] شرح النهج، ابن أبي الحديد: ج1، ص254.

[4] الأخبار الطوال ـ أحمد بن داوُد الدينوري: ص150.

[5] أعيان الشيعة ـ السيّد محسن الأمين: ج3، ص 468.