بعد عدم رجوع القوم إلى سبيل القرآن الكريم وسنة النبي (صلى الله عليه وآله) انتهجت (عليها السلام) منحى آخر للمطالبة بحقوق أهل البيت (عليهم السلام) من سهم ذي القربى المفروض لهم بنص القرآن: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى)[1].
وأيضا هذه المطالبة كسابقاتها لم تسفر عن نتيجة إيجابية، ولم يرتدع القوم عن غيهم، ولما آيست من إجابته لها، عدلت إلى قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فألقت نفسها عليه، وشكت إليه ما فعله القوم بها، وبكت حتى بلت تربته (صلى الله عليه وآله) بدموعها (عليهم السلام)، وندبته. ثم قالت في آخر ندبتها:
قد كان بعـدك أنبــــاء وهنبثــة لو كنت شاهدها لم يكبر الخطــب
إنا فقـدناك فقد الأرض وابلــها واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
قد كان جبريل بالآيات يؤنســنا فغبت عـــنا فكل الخير محتــجب
وكنت بدرا ونورا يستضاء بــــه عليك تنزل من ذي العزة الكــتب
تجهمتنا رجـال واستخف بــــنا بعد النبي وكل الخــــير مغتصـب
سيعلم المتــــــولي ظلـم حامتنا يوم القيامة أنــــى سوف ينقـلب
فقد لينا الــــذي لم يلقـه أحـــد مـن البريــة لا عجـم ولا عــرب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت لنا العيــون بتهــمال له سكـــب.