الإسلام والحضارة الغربية

  الإسلام والحضارة الغربية

السيد مجتبى الموسوي اللاري

الحضارة هي المجموع الزماني في مكان مستجمع لشروط التقدّم العلمي والفكري، وهي بالتالي جهود بشرية فيها النضج والكمال العلمي والفكري مرحليا، أَلا إنّ كلّ هذا يستبطن أن تكون تجارب الحضارة في جوانب النشاءة والبناء والتقدّم محتوية لجذور هدمها واضمحلالها، وهو أمر معهود في الحضارات عبر التاريخ فلو نظرنا لوجدناها تتطوّر وتتكامل، ثمّ تضمحل لسبب من أسباب النقص البشري، وقد حاول كثير من المؤلّفين معالجة حقيقة الحضارة الغربية والمقارنة بينها وبين الحضارة المستجمعة صفات الكمال وقد شهد لها التاريخ وسيشهد حضوراً في سعادة الإنسان ورفاهه، ومن هذه الكتب كتابنا (الإسلام والحضارة الغربية) وفيه طريقة عرض جميلة مشوقة وميسرة بعيدة عن الغموض والمصطلحات وتعقيداتها وقد بدأ في كتابه من الحضارة وسرّ نشأتها إلى المقارنة بين الحضارة الإسلامية وغيرها مستشهداً بآراء المفكّرين والفلاسفة والأدباء وعلماء أبناء الحضارات المقارن بينها وكلامه بعيد عن التعصّب، عقلاني مرن سلس في تسلسله ومتابعته لموضوعاته بحيث يتسنى للقارئ أن يخرج بحصيلة معرفية وافية عن الحضارة الإسلامية - وهي حضارة لم يتح لها أن تطبق وفق منهج الحقّ وهو منهج محمد وآله إلى الآن، لأنّ ذلك لا يكون إلّا في دولة العدل الإلهي دولة قائم آل محمد-وقد اخترنا لكم شيئاً من كلامه من المقدّمة: أنّ المدارس الاجتماعية لعصرنا الراهن بالرغم ممّا لها من دعاوي تقدمية وإنسانية، بعد أن أشعلت حريق حربين عالميتين وقتلت الملايين بكلّ قسوة وبلا رحمة ...لم تجد بعد لدرء خطر مماثل آخر أي طريق معقول ومن الممكن

أن تستمر أوار حرب أُخرى مرّة أُخرى بأية محاسبة خاطئة عسكرية أو سياسية، فتخرج نفس هذه الوسائل الموحشة النارية المشعلة بالقوة السرية الذرية عن الانضباط بيد المسؤولين عنها فتحرق البشرية بنارها التي هي أجّجتها وأشعلتْها وتنعدم بالكلية.

مجلة ولاء الشباب العدد (64)