الحسن بن راشد (رضي الله عنه)

الحسن بن راشد البغدادي، يكنى بأبي عليٍّ، مولى آل المهلّب، وقد عدّه الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) في رجاله ، وهو من أصحاب الجواد (عليه السلام)، ثقة، وعدّه أيضاً من أصحاب الهادي (عليه السلام).

  وقال الشيخ المفيد في رسالته العددية مترجماً له: (هو من فقهاء أصحاب الصادقين (عليهما السلام) والأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، والذين لا يطعن عليهم، ولا طريق إلى ذمّ واحد منهم، وهم أصحاب الاُصول المدوّنة والمصنّفات المشهورة).

ولاؤه وعقيدته بأهل البيت (عليهم السلام):

  الحسن بن راشد من الموالين المخلصين لأهل البيت (عليهم السلام)، وقد كشفت بعض المواقف عن ذلك الإيمان القوي والعقيدة الصلبة بأهل بيت الرسالة والنبوة (عليهم السلام)، فقد كان (رضي الله عنه) وكيلاً للإمام الهادي (عليه السلام) على بغداد والمدائن وما حولهما، فقد جاء في توليته أنه (عليه السلام) كتب  إلى أهالي تلك المدن: (قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربّه، ومن قبله من وكلائي، وقد أوجبت في طاعته طاعتي، وفي عصيانه الخروج إلى عصياني، وكتبت بخطّي)[1] ، فلو لاحظنا عبارة (طاعته طاعتي)، وعبارة (عصيانه الخروج إلى عصياني) فإنها عبارات تدل على عظيم منزلته وكبر شأنه لدى الإمام الهادي (عليه السلام)، وهكذا هي العبارات الآتية في الكتاب الآخر للإمام الهادي (عليه السلام)، فقد كتب (عليه السلام) إلى علي بن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين: (ثمّ إنّي أقمت أبا علي مقام الحسين بن عبد ربّه، وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدّمه أحد، وقد أعلم أنّك شيخ ناحيتك، فأحببت إفرادك وإكرامك بالكتاب بذلك، فعليك بالطاعة له، والتسليم إليه جميع الحقّ قبلك، وأن تخصّ [تحضّ] مواليَّ على ذلك، وتعرّفهم من ذلك ما يصير سبباً إلى عونه وكفايته، فذلك توفير علينا، ومحبوب لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر...)[2].

وفاته:

  يبدو أن الحسن بن راشد مات شهيداً، وقد اقتصرت الروايات على ذكر ذلك دون أي تفاصيل تذكر حول كيفية شهادته، فقد روى محمّد بن يعقوب رفعه إلى محمّد بن فرج، قال: كتبت إليه (أي: الإمام العسكري (عليه السلام)) أسأله عن أبي علي بن راشد، و عن عيسى بن جعفر، وعن ابن بند،وكتب إليّ: (ذكرت ابن راشد رحمه الله، فإنّه عاش سعيداً ومات شهيداً، ...)[3].

مجلة اليقين العدد (47)، الصفحة (11).

 


[1] الغَيبة للطوسي: ص 351  ح310.

[2] رجال الكشّي: ج2، ص800 ، ح991.

[3] كتاب الغيبة، الطوسي: ص212.