كان حزام بن خالد بن ربيعة في سفر له مع جماعة من بني كلاب، وقد نام في ليلة من الليالي فرأى فيما يرى النائم كأنه جالس في أرض خصبة وقد انعزل في ناحية عن جماعته وبيده دُرة يُقلّبها وهو متعجب من حُسنها ورونقها وإذا يرى رجلاً قد أقبل إليه من صدر البريّة على فرس له فلما وصل إليه سلّم فرد (عليه السلام) ثم قال له الرجل بكم تبيع هذه الدُرة - وقد رآها في يده - فقال له حزام: إني لم أعرف قيمتها حتى أقول لك، ولكن أنت بكم تشتريها فقال له الرجل: وأنا كذلك لا أعرف لها قيمة ولكن أهدها إلى أحد الأمراء وأنا الضامن لك بشيء هو أغلى من الدراهم والدنانير، قال ما هو؟ قال: أضمن لك بالحظوة عنده والزلفى والشرف والسؤدد أبد الآبدين، قال حزام: أتضمن لي بذلك؟ قال: نعم، قال: وتكون أنت الواسطة في ذلك؟ قال وأكون أنا الواسطة أعطني إياها فأعطاه إياها. فلما انتبه حزام من نومه قصَّ رؤيته على جماعته وطلب تأويلها فقال له أحدهم: إن صدقت رؤيتك فإنك تُرزق بنتا يخطبها منك أحد العظماء وتنال عنده بسببها القربى والشرف والسؤدد.