المذهب الحنفي

هو مذهب فقهي من المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة عند أهل السنة، ويُعد ـ المذهب الحنفي ـ من أكثر المذاهب التي كُتب لها الاستمرار لموالاة القائمين عليه للحكومات المتوالية فأنتشر لأسباب سياسية، وتلقته الأمة الإسلامية وشاع بينها، وسُمي بـ (مذهب أهل الرأي)، وهو من أقدم المذاهب الأربعة عند أهل السنة.

نشأ هذا المذهب على يد أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفيّ الذي ولد سنة (80 هـ - 150هـ) بالكوفة، وهي إحدى مدن العراق العظيمة التي انتشر فيها أصحاب المذاهب والديانات المختلفة، ولكن في بداية حياته كان منصرفاً إلى مهنة التجارة التي اكتسبها عن أبيه وجدّه، فابتدأ منذ الصبا يجادل مع المجادلين، ثم توجه إلى طلب العلم، وصار يحضر حلقات العلماء ودراسة الفقه، بعد أن استعرض العلوم المعروفة في ذلك العصر، فنشأ أبو حنيفة في هذه البيئة الغَنيّة بالعلم والعلماء، حتى وضع طريقته الفقهية التي اشتُق منها المذهب الحنفي، من خلال تدوين علم الشريعة من متفقهي معاصريه والذين كانوا يعتمدون على قوة حفظهم آنذاك، فزُرعت نواة المذهب الحنفي عام 120هـ  يوم بدأ أبو حنيفة النعمان بالتدوين وبعدها الإفتاء والتدريس، وكان انتشار مذهبه بالقرن الرابع الهجري  في البلاد الإسلامية، وكان يعتمد في فقهه على ستة مصادر هي القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والقياس، والاستحسان، والعُرف والعادة.

عاش أبو حنيفة سني حياته فترتي الحكم الأموي والعباسي فأدرك دولتين من دول الإسلام.

وتعد مؤلفات أبي حنيفة هي أساساً للمذهب الحنفي، وهي التي اشتغل بها علماء الحنفية وعوّلوا عليها ومنها استقوا.

وكان أبو حنيفة يتشدد في قبول الحديث أو خبر الواحد، وسبب ذلك أن الكوفة كانت مهد الفتن والتحزُّب السياسي وانشقاق الفرق، والبعض يتساهل ويُدلّس في الرواية وربما افتعلها انتصاراً لأهوائه، ولأن الكوفة بعيدة عن الحجاز لشبهة أنها مركز حفظة أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله)، فاحتاط أبو حنيفة في قبول الحديث من أهل الكوفة والعمل به، واعتمد أبو حنيفة على القرآن الكريم كمصدر رئيسي في مسائل الفقه، وكذلك السُّنَّة النبوية لكنه لا يجعلها في رتبة واحدة، بل يُقدم مثلاً السُّنَّة القولية على الفعلية.

يعتبر الأزهر ان المذهب الحنفي أحد المذاهب الأربعة التي تقوم عليها عقيدة الأزهر مضافاً إلى الشافعية والحنابلة والمالكية وأضاف إليها الأزهر في النهاية المذهب الإثني عشري، وهو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) الفرقة الناجية.

المصادر:

  (الخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان، تاريخ المذاهب الإسلامية، لمحمد أبو زهرة).

المصدر: مجلة اليقين العدد (35)