المسجد الأعظم معلم شامخ يتوسط قم المقدسة

المسجد الأعظم معلم شامخ يتوسط قم المقدسة

يحظى المسجد الأعظم بمدينة قم المقدسة بمكانة مرموقة في العالم الاسلامي لما يتميز به من خصوصيات علمية ومعنوية ومعمارية اسلامية جذابة.

ويضم هذا المسجد الذي يقع إلى جانب مرقد السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) معالم ثقافية ودينية شيّقة، وهو محط اهتمام الزوار من مختلف أنحاء العالم.

والمسجد الأعظم معروف بمسجد أعظم آية الله بروجردي (قدس سره)، وقد أسسه آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي سنة 1958 ميلادي، وهو مسجد كبير بجوار مقام فاطمة بنت موسى الكاظم (عليه السلام) في قم، وقد دفن السيد البروجردي(قدس سره) في المسجد.

مساحة المسجد:

تبلغ مساحة هذا المسجد حوالي 12 ألف متر مربع.

ويعتبر هذا المسجد اليوم مركز تدريس الحوزة العلمية بقم، وتقام جلسات التدريس لبعض أساتذة الحوزة العلمية الكبار في هذا المسجد يومياً. اليوم أصبح هذا المسجد جزءاً من مقام فاطمة بنت موسى الكاظم (عليه السلام).

ويضم المسجد الاعظم مكتبة تحت اشراف مؤسسة السيد الابروجردي (قدس سره)، ويستفاد منها طلبة العلوم الدينية للبحث والدراسة والمراجعة، وزوار ضريح السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، والزائر لهذا المسجد يرى الدرس والمباحثة والعبادة عامرة من الصباح إلى الليل.

فائدة عامة:

تحلّى بالوقار:

إنّك بين أهل الدنيا لا تدخل على أصحاب الشأن فيها إلّا بالوقار والسكينة، والتواضع لله تعالى أولى من التواضع للخلق، وهذه سنّةٌ أمرنا بها الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، وأهل البيت(عليهم السلام)، ففي الرواية عن إمامنا الصادق(عليه السلام) قال: «إذا قمت إلى الصلاة إن شاء الله فأْتِها سعيا ً، ولتكن عليك السكينة والوقار فما أدركت فصلِّ وما سبقت به فأتمّه، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ)»[1]، ومعنى قوله فاسعوا هو الانكفات؛ أي  انصرف إلى المكان المراد.

الجلوس في المسجد عبادة:

ليس الدعاء والصلاة وقراءة القرآن في المسجد فقط من الأمور العباديّة الّتي يُثيب الله عليها، بل إنّ مجرّد الجلوس فيه هو مظهر من مظاهر العبادة لله، وبالتالي فإنّ الله يُثيب الجالسين والماكثين فيه وذلك لإظهار مكانة المسجد في الإسلام، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «الجلوس في المسجد لانتظار الصلاة عبادة ما لم يُحدث، قيل: يا رسول الله وما الحدث؟ قال: الغيبة»[2].

المصدر: بيوت المتقين (90) شهر ذي القعدة 1442هـ

 


[1] وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ: ج5، ص 203.

[2] وسائل الشيعة، الحرّ العامليّ: ج 5، ص 248.