أنس بن كاهل الأسدي

اسمه ونسبه: هو أنس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن خزيمة الأسدي الكاهلي.

صحِبته مع النبي(صلى الله عليه وآله): صحِب أنس النبيَّ(صلى الله عليه وآله)، وقيل عنه إنه شهِد بدراً وحُنين، يشهد له بذلك تقدمه في العمر يوم عاشوراء.

وقد حاول الذهبي تجريد الصحابي الجليل أنس من صحِبة رسول الله(صلى الله عليه وآله) مدعياً انه ليس له صحِبه وان حديثه مرسل، إلا ان ابن حجر في الإصابة قال في ترجمته: (ووقع في التجريد للذهبي لا صحبة له وحديثه مرسل.. وكيف يكون حديثه مرسل وقد قال سمعتُ، وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والبارودي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم)[1].

أخباره: عن أنس بن الحارث قال: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: (إنّ ابني هذا -يعني الحسين- يُقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره)[2].

ـ قد يدلّ كلام البعض أن التحاق أنس بالحسين (عليه السلام) إنما كان بكربلاء، حيث قالوا: «خرج أنس بن الحارث إلى كربلاء، فقتل بها مع الحسين)[3]. وفي کلام بعضهم تصریح في ذلك، حیث قالوا: جاء أنس إلى الحسين(عليه السلام) عند نزوله كربلاء والتقى معه ليلاً فيمن أدركته السعادة. اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة: 538.

وفي قول آخر أنّ أنس بن الحارث كان قد سمع مقالة الحسين لابن الحر - وكان قدم من الكوفة بمثل ما قدم له ابن الحر - فلما خرج من عند ابن الحر (وهو في قصر بني مقاتل)، سلّم على الحسين وقال: والله ما أخرجني من الكوفة إِلا ما أخرج هذا من كراهة قتالك أو القتال معك، ولكن الله قد قذف في قلبي نصرتك وشجعني على المسير معك، فقال له الحسين فاخرج معنا راشداً محفوظاً[4].

كلام أنس مع عمر بن سعد:

انطلق أنس يوم عاشوراء إلی عمر بن سعد، فدخل على ابن سعد، ولم يسلّم عليه، فقال ابن سعد له: لِمَ لَم تسلِّم عليّ ألستُ مسلماً؟ قال: والله لست أنت مسلم، لأنك تريد أن تقتل ابن رسول الله(صلى الله عليه وآله). فنكس رأسه فقال: والله إني لأعلم أن قاتله في النار ولكن لا بدّ من إنفاذ حكم الأمير عبيد الله بن زياد، فرجع أنس إلى الحسين (عليه السلام) وأخبره بذلك[5].

استأذن الصحابي الجليل أنس بن الحرث رضي الله عنه الإمام الحسين(عليه السلام) لمبارزة الأعداء فأذن له، فبرز إلى القتال وقد شد وسطه بعمامته، رافعاً حاجبيه بالعصابة ولما نظر إلى الإمام الحسين(عليه السلام) بهذه الحالة أرخى عينيه بالبكاء وقال: شكر الله لك يا شيخ، اقتحم حومة الميدان وهو يرتجز:

قَدْ عَلِمَتْ كاهِلُها وَدُودَا        وَالخِنْدِفِيُّونَ وَقَيْسُ عَيلانَ

بِأَنَّ قَومِي قُصَمُ الأقرانِ          يا قَومِ كونوا كأُسُودِ الجَانِ

آلُ عَليٍّ شيعةُ الرَّحمنِ               وَآلُ حَرْبٍ شيعةُ الشَّيطان

استشهاده والتسليم عليه: وصفوا أنس يوم كربلاء بأنّه كان شيخاً كبيراً. استأذن الحسين في التوجّه إلى ساحة القتال يوم عاشوراء، ثمّ قاتل حتى قُتِل. ورد اسمه في زيارة الشهداء، ووقع التسليم عليه: السَّلَامُ عَلَی أَنَسِ بْنِ الْكاهِلِ الْأَسَدِي.

مجلة بيوت المتقين العدد (80)

 


[1] الإصابة ـ ابن حجر: ج1، ص271.

[2] تاريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر: ج14، ص224.

[3] الإصابة، ج1، ص271.

[4] أنساب الأشراف ـ البلاذري: ج3، ص175.

[5] ينابيع المودة ـ القندوزي:32، ص69.