أنّهم المستضعَفون في الأرض

ليس المستضعف هو الضعيف والفاقد للقدرة والقوّة، بل المستضعف من لديه قوى بالفعل وبالقوة، ولكنّه واقع تحت ضغوط الظلمة والجبابرة، وبرغم أنّه مكبل بالأغلال في يديه ورجليه فإنّه غير ساكت، ولا يستسلم، ويسعى دائماً لتحطيم الأغلال ونيل الحرية، والتصدي للجبابرة والمستكبرين، ونصرة مبدأ العدل والحق. وقد نصّ الوعد الإلهي الذي لا يتخلّف على أنّ الله تبارك وتعالى سيَمُنّ على المستضعفين في الأرض ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين الذين يَرِثون الأرض قال الله تعالى: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ).سورة القصص:5. وعلى الرغم من أنّ المصداق الأبرز والأوضح للآية هو الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف)  الذي سَيَرِث الأرض، إلاّ أنّ أصحابه وأنصاره ينطوون أيضاً ضمن مصداق الآية الكريمة. وقد روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام)أنّه قال: (كونوا كالنَّحل في الطَّير، ليس شيءٌ من الطير إلاّ وهو يَستضعفها..)[1].

 


[1] الغَيبة للنعماني: ص217.