مع أنَّ نبيَّنا (صلى الله عليه وآله) كان له مقام نبوة جليل وكانت له سلطة وقيادة فإنَّ حياته ومعاشرته كانت عادية تماماً، وبدون مظاهر وأُبَّهة، بحيث إنَّ الغريب كان إذا أقبل إلى مجلسه (صلى الله عليه وآله) يضطر أن يسأل أيكم محمّد؟
لم تغرَّه الدُّنيا ولم تأسره المظاهر والاعتبارات ولم يقع في حبائل شباكها بل كان أبداً ينظر إليها بعين الزهد والتقوى، لم ير قط مادَّاً رجليه بين أصحابه وكان يحترم الجميع، ولقد كان (صلى الله عليه وآله) يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرفع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري ويُردف خلفه، ولم يغضب إلاّ لله وللدين.