النظافة والشخصية

وأنت تمشي في الشارع هذه الأيام تنظر إلى بعض الشباب في تجوالهم وأعمالهم وسياحتهم قد أهمل جانب النظافة في بدنه أو ملبسه، فتراه مثلاً يرتدي (نعلاً) متهالكاً متسخاً، وهو في مكان يرتاده الكثير من الناس، كالدوائر الحكومية، والأسواق، وحتى الأماكن الدينية التي يرتادها الزائرون من مختلف المحافظات والبلدان.

كما أنك تراه يترك ارتداء الجوراب، فيلامس كعبه أو أصابعه الأرض لاصقةً بها بعض الأوساخ، وربما النجاسات والقاذورات.

ولسنا نبحث عن أسباب هذه الثقافة المنبوذة من قبل العقلاء، وأصحاب الفكر والسلوك السليم، فإن كل ما يذكر من أسباب يرجع إلى وهم وشبهة عند بعض الشباب أن ذلك يحقق لهم شخصية مقبولة عند أقرانهم من الجنسين.

ولسنا أيضاً نريد أن نطمس هذه الظاهرة المنتشرة بصفحة أو صفحتين في مجلة؛ بقدر ما نريد توعية هذا الجيل - الذي هو بذرة الجيل اللاحق- إلى أن النظافة والترتيب واختيار الأفضل قبولاً في المجتمع هو الذي يحقق الهدف الذي يريد، أو يساعد كثيراً في ذلك.  

إن النظافة الشخصية للرجل لها دور ملحوظ في إضفاء حالة من الاستقرار النفسي عند الفرد، متمثلاً بالشعور بالرضا عن النفس، والثقة التامة عند الاحتكاك بالآخرين، ولا عذر لإغفال هذا الأمر، لما له تأثير سلبي على الفرد والمجتمع.

إن من أهم الأمور التي يجب التنبيه عليها؛ لكي يتذكرها الشباب ما يلي:

1- نظافة الفم والأسنان: يجب الانتباه إلى نظافة الفم الأسنان، وذلك بتنظيفها بعد كل وجبة طعام، وهو أمر سهل على الجميع؛ وذلك لمنع ظهور رائحة كريهة للفم.

2- نظافة الجسم: فإن الاستحمام دائماً ويومياً، أو يوماً بعد يومٍ - خصوصاً في فصل الصيف - يخلص الجسم من الروائح الكريهة الناتجة من إفرازات الغدد العرقية.

3- نظافة الأظافر: وذلك بتقليم الأظافر بين فترةٍ وأخرى، فإن لذلك نفع في المنظر العام من جهة، ولتجنب الأمراض الناتجة عن تجمع الجراثيم تحتها من جهة أخرى، وهي مستحبة عندنا في كل خميس وجمعة.

4- نظافة الملابس: يجب تغيير الملابس بشكلٍ يومي- خصوصاً في الأيام الحارّة، أو قضاء عمل ومجهود على الجسم - وينصح بارتداء الملابس القطنية الداخلية، التي تساعد في امتصاص العرق، وتمنع ظهور رائحته الكريهة، كما يستحسن استخدام مزيلات العرق مع ضمان الجانب الصحي، فإن ذلك يساعد في مقبولية الشخص لدى الآخرين.

5- نظافة القدم: غالباً ما يرتدي الشباب -كما قلنا - النعال أو الحذاء بلا جوارب، متعذرين بالتخلص من رائحتها، لكنهم بذلك يوفرون في أجسامهم بيئةً جيدة لنمو البكتيريا والفطريات، إضافة إلى المنظر غير المقبول أمام الناس، لذا يجب الانتباه جيداً إلى نظافة الأقدام.

6- نظافة الأذنين: من المهم جداً تنظيف الأذنين بعد الاستحمام بقطعةٍ من قماش القطن، التي تساهم في تخليصها من الرطوبة والمادة الصمغية، كما يمكن استخدام مسحات قطن خاصة بها.

7- نظافة الشعر: يجب الانتباه جيداً لنظافة الشعر، فمن المهم تنظيفه يوماً بعد يومٍ، أو ثلاث مراتٍ أسبوعياً، ليضفي الانتعاش لفروة الرأس والنظافة.

8- نظافة اليدين: يعتبر تنظيف اليدين في سلم الأولويات عند البدء بروتين النظافة، لأنها الجزء الأكثر تواصلاً مع العالم الخارجي، فبها يكون العمل واللمس وتعاطي الأفعال مع المجتمع، فيجب تنظيفهما بالماء والصابون بشكلٍ جيد، وغسلهما كلما تطلب الأمر.

وبصورة عامة فإنّ ممارسة روتين النظافة الشخصية أمر مهم جداً، يعود على الشخص بالكثير من الفوائد منها الصحية؛ كونها وسيلةً جيدة في مكافحة وتجنب الأمراض، والوقاية منها أيضاً، ومنها الاجتماعية؛ فإن الشخص ذا الرائحة الزكية، يعتبر شخصاً مرحّباً به في أي مكانٍ، دون الشعور بأنه غير مرغوبٍ به ما لو كانت رائحته كريهة، وتعتبر سبباً في ترك انطباعٍ جيد لكل من يخالطهم في حياته الاجتماعية.

ومنها فوائد نفسية: تؤثّر النظافة الشخصية على الحالة النفسية للفرد؛ إذ تجعله يشعر بالثقة المطلقة والرفاهية، وتضفي عليه أيضاً الشعور بالرضا عن النفس، وتجعله جذاباً، وذو شخصيةٍ مميزة بين الآخرين.

ولا يظن شبابنا أن هذه الأمور مصنفة على التوافه والثانويات، بل إن كل شاب يحتاج إلى مقبولية واحترام بين الناس وهذه من أهم محققات ذلك الاحترام.

المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (65)