هذا السؤال أَجاب عنه العلماء الإعلام بأجوبة عديدة تبعاً للروايات ولغيرها من الأدلة، ولكنّنا نكتفي بذكر بعض ما ورد في الروايات كجوابٍ عن هذا السؤال، فقد أَجاب عنه النبّي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) من بعده، حينما سُئلوا عن وجه الانتفاع به في غيبتهِ، فعن جابر بن عبد الله الأنصاري0 عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حديث له قال جابر: فقلتُ له: يا رسول الله فهل يقع لشيعتهِ الانتفاع به في غيبتهِ؟ فقال(صلى الله عليه وآله): «إِيّ والذي بعثني بالنبوة إِنّهم يستضيئون بنورهِ، وينتفعون بولايتهِ في غيبتهِ كانتفاع الناس بالشمس وإِن تجللها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرّ الله، ومخزون علمه، فاكتمه إِلاّ عن أَهله»[1].
وقال الإمام الباقر(عليه السلام) : «لو بقيت الأرض-يوماً-بلا إِمام منّا لساخت بأهلها، ولعذّبهم اللهُ بأشدّ عذابه، إِنّ اللهَ-تبارك وتعالى-جعلنا حجّة في أَرضه، وأَمانا في الأرض لأهل الأرض، لم يزالوا في أَمان من أَن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أَظهرهم، فإذا أَراد اللهُ أَن يهلكهم ثمّ لا يمهلهم ولا ينظرهم، ذهب بنا من بينهم، ورفعنا إِليه، ثم يفعل اللهُ ما يشاء»[2].
وفي رواية أُخرى، وهي التوقيع الشريف المعروف عن الإمام صاحب الزمان، الذي أَجاب فيه عن عدّة أَسئلة من جملتها قوله: (وأَمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إِذا غيّبها عن الأبصار السحاب، وإِنّي لأمان لأهل الأرض كما أَنّ النجوم أَمان لأهل السماء)[3].
إِلى غير ذلك من الروايات التي ذكرت وجه الانتفاع بالإمام المهدي (عليه السلام) في زمن غيبته.
مجلة اليقين العدد (28)