ذات مرة سألوا المرحوم آية الله (السيد محمد المجاهد) - المتوفى سنة ٤ هـ - عن احد كبار العلماء اسمه السيد محمد باقر، هل هو مجتهد ام لا ؟
فأجابهم (رحمه الله): أسألوا السيد محمد باقر، هل أنا مجتهد أم لا؟ أما هو فشأنه أجلّ وأكبر من إن أشهد أنا باجتهاده؟
حقاً ان السيد المجاهد كان مجاهداً لهواه، منكرا لذاته، مؤدبا لنفسه، وهذه الصفات الكريمة من وراء عظمة هولاء الأعاظم وهي السر في نفوذهم في افئدة الناس والمؤمنين، وهي السر في توالي الفيوضات الالهية بالعلم والتوفيق.
وعَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: (كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ: يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ الْعِلْمَ ذُو فَضَائِلَ كَثِيرَةٍ، فَرَأْسُه التَّوَاضُعُ، وعَيْنُه الْبَرَاءَةُ مِنَ الْحَسَدِ..)[1].
ومن هذه القصة المباركة يمكننا ان نستفيد درساً مهماً من دروس الأخلاق والتربية النفسية يعم اثره وفائدته طلبة العلوم الدينية بالخصوص، والمؤمنين عموماً، لأن التواضع سمة الأنبياء وزينة الصالحين فسلام على السيد المجاهد وعلى كل المخلصين لله ولرسوله ورحمة الله وبركاته.