محمد بن عبد الله الحميري (رضي الله عنه)

  قال النجاشي: (محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري، أبو جعفر القمي: كان ثقة، وجها، كاتب صاحب الأمر (عليه السلام)، وقد كان ابوه ثقة مأموناً وكذلك اخوته جعفر والحسين وأحمد).

  مما يلفت النظر في سيرة هذا العالم الجليل تميز بمروياته التي اشتهرت بقربها الى المعصوم وفيه الجنبة العقائدية واضحة جدا كما في روايته للتوقيع الذي جاء فيه ذكر زيارة آل يس، وهو: (بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمره تعقلون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا، فقولوا كما قال الله تعالى: (سلام على آل يس)، السلام عليك يا داعي الله ورباني آياته، السلام عليك يا باب الله وديان دينه)[1].

وقد روى التعزية بوفاة السفير الأول وتنصيب ابنه بعده وهو: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون، تسليماً لأمره ورضى بقضائه، عاش أبوك سعيداً، ومات حميداً فرحمه الله، وألحقه بأوليائه ومواليه، فلم يزل مجتهداً في أمرهم ساعيا فيما يقرّبه إلى الله عزّ وجلّ وإليهم نضّر الله وجهه وأقاله عثرته).

وفي فصل آخر:

  (أجزل الله لك الثّواب وأحسن لك العزاء، رزئت ورزنا وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسرّه الله في منقلبه، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله ولداً مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه)[2].

واختم بطرف مما سأله وجوابه عن الإمام الحجة(عليه السلام): وسأل: هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر، وهل فيه فضل؟

فأجاب(عليه السلام): (يسبح الرجل به فما من شيء من السبح أفضل منه، ومن فضله أن الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح).

 وسأل فقال: يجوز للرجل إذا صلى الفريضة أو النافلة وبيده السبحة أن يديرها وهو في الصلاة؟

فأجاب(عليه السلام): (يجوز ذلك إذا خاف السهو والغلط)[3].

مجلة اليقين العدد (51)، الصفحة (11).

 


[1] الاحتجاج، أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي: ج2، ص316.

[2] موسوعة توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام)، محمد تقي أكبر نجاد: ص42.

[3] الاحتجاج، الطبرسي: ج ٢، ص٣١٢.