1- عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) الْمُتَوَثِّبُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ الْمُدَّعِي لَه مَا الْحُجَّةُ عَلَيْه قَالَ: «يُسْأَلُ عَنِ الْحَلَالِ والْحَرَامِ. قَالَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: ثَلَاثَةٌ مِنَ الْحُجَّةِ لَمْ تَجْتَمِعْ فِي أَحَدٍ إِلَّا كَانَ صَاحِبَ هَذَا الأَمْرِ: أَنْ يَكُونَ أَوْلَى النَّاسِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَه، ويَكُونَ عِنْدَه السِّلَاحُ، ويَكُونَ صَاحِبَ الْوَصِيَّةِ الظَّاهِرَةِ الَّتِي إِذَا قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ سَأَلْتَ عَنْهَا الْعَامَّةَ والصِّبْيَانَ إِلَى مَنْ أَوْصَى فُلَانٌ فَيَقُولُونَ إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ»[1].
2- عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وحَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ، قِيلَ لَه: بِأَيِّ شَيْءٍ يُعْرَفُ الإِمَامُ قَالَ: «بِالْوَصِيَّةِ الظَّاهِرَةِ وبِالْفَضْلِ، إِنَّ الإِمَامَ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَطْعُنَ عَلَيْه فِي فَمٍ، ولَا بَطْنٍ، ولَا فَرْجٍ، فَيُقَالَ كَذَّابٌ ويَأْكُلُ أَمْوَالَ النَّاسِ ومَا أَشْبَه هَذَا»[2].
3- عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ قُلْتُ لأَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام): مَا عَلَامَةُ الإِمَامِ الَّذِي بَعْدَ الإِمَامِ فَقَالَ: «طَهَارَةُ الْوِلَادَةِ وحُسْنُ الْمَنْشَأِ ولَا يَلْهُو ولَا يَلْعَبُ»[3].
4- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(عليه السلام) قَالَ سَأَلْتُه عَنِ الدَّلَالَةِ عَلَى صَاحِبِ هَذَا الأَمْرِ فَقَالَ: «الدَّلَالَةُ عَلَيْه الْكِبَرُ والْفَضْلُ والْوَصِيَّةُ إِذَا قَدِمَ الرَّكْبُ الْمَدِينَةَ فَقَالُوا إِلَى مَنْ أَوْصَى فُلَانٌ قِيلَ إِلَى فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ ودُورُوا مَعَ السِّلَاحِ حَيْثُمَا دَارَ فَأَمَّا الْمَسَائِلُ فَلَيْسَ فِيهَا حُجَّةٌ»[4].
5- عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله(عليه السلام) قَالَ: «إِنَّ الأَمْرَ فِي الْكَبِيرِ مَا لَمْ تَكُنْ فِيه عَاهَةٌ»[5].
6- مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ قُلْتُ لأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا(عليه السلام) إِذَا مَاتَ الإِمَامُ بِمَ يُعْرَفُ الَّذِي بَعْدَه فَقَالَ: «لِلإِمَامِ عَلَامَاتٌ مِنْهَا أَنْ يَكُونَ أَكْبَرَ وُلْدِ أَبِيه، ويَكُونَ فِيه الْفَضْلُ والْوَصِيَّةُ ويَقْدَمَ الرَّكْبُ فَيَقُولَ إِلَى مَنْ أَوْصَى فُلَانٌ فَيُقَالَ إِلَى فُلَانٍ والسِّلَاحُ فِينَا بِمَنْزِلَةِ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ تَكُونُ الإِمَامَةُ مَعَ السِّلَاحِ حَيْثُمَا كَانَ»[6].
الشرح:
قوله(عليه السلام): «أَنْ يَكُونَ أَكْبَرَ وُلْدِ أَبِيه»، هذه الروايات التي ذكرناها كل واحدة منها تتناول جملة من العلامات الدالة على معرفة الإمام(عليه السلام)، ومن تلك العلامات هي أن يكون أكبر ولد أبيه، قال العلامة المجلسي: إن هذه العلامة بعد الحسين(عليه السلام) ومع ذلك مقيدة بما إذا لم يكن في الكبير عاهة، أي: بدنية فان الإمام مبرأ من نقص في الخلقة يوجب شينه، أو دينية كعبد الله الافطح فانه كان بعد أبي عبد الله(عليه السلام) اكبر ولده لكن كان فيه عاهتان الأولى انه افطح الرجلين أي عريضهما، والثاني انه كان جاهلاً بل قيل فاسد المذهب، قال المفيد في الإرشاد (وكان أي: الافطح متهما بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ويقال انه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذاهب المرجئة.
قوله(عليه السلام): «ويَكُونَ فِيه الْفَضْلُ»، أُريد بالفضل الصلاح، وكمال النفس بالفضائل والعلم بالشرائع كلّها، فهذه حجّة للعلماء الذين يعلمون مسالك الشريعة ومناهجها ويميّزون بين الحق والباطل، ويعرفون قدر علم كل أحد بالسؤال عنه.
قوله(عليه السلام): «والْوَصِيَّةُ»، وأُريد بالوصية الوصية الظاهرة المعروفة عند الناس كوصية النبي(صلى الله عليه وآله) إلى علي(عليه السلام) ووصيّة علي(عليه السلام) إلى الحسن(عليه السلام) وهكذا لا يقال: وصيّة الرضا(عليه السلام)
إلى ابنه محمّد بن علي(عليهما السلام) لم تكن ظاهرة معروفة؛ لأنّا نقول: وصيّته كانت ظاهرة إذ وصّاه عند خروجه إلى خراسان، وأما وصية الحسن بن علي العسكري إلى ابنه صاحب الزمان صلوات الله عليهما فمعروفة أيضاً عند أهل العلم.
قوله(عليه السلام): «والسِّلَاحُ فِينَا» أي: سلاح النبي فينا أهل البيت بمنزلة التابوت في بني إسرائيل فكما أن الملك والنبوّة في إسرائيل كانا مع التابوت حيث ما كان كذلك يكون الإمامة فينا مع السلاح حيثما كان، ولعله إشارة إلى الولد الأكبر الذي يحبى بسلاح أبيه بعد وفاته.
مجلة بيوت المتقين العدد (98)