الراستافارية

هي دين تطوّر في (جامايكا) في ثلاثينيات القرن العشرين، وتصنّف من قِبل معظم علماء الأديان بأنّها حركة دينية واجتماعية في آن واحد، وتتراوح تقديرات أعدادهم بين (700) ألف ومليون نسمة حول العالم، كما أنّها ليس فيها سلطة مركزية تتحكّم بالحركة؛ لذا يتنوع أعضاؤها الذين يُسمَّون (رستفاريين) تنوعاً كبيراً.

وتُعدُّ ديناً إفريقياً من حيث التوجّه، فتركز اهتمامها على الجالية الإفريقية، لكونها مضطهدة في المجتمع الغربي، وينادي كثير من الرستفاريين بإعادة توطين الجالية الإفريقية في إفريقيا، التي يَعِدُّونها الأرض الموعودة، حتى وصل الأمر ببعضهم أن يغلو في هذه الأفكار إلى أفضلية العرقية السوداء.

ويُسمِّي الرستفاريون ممارساتهم وشعائرهم (ليفيتي)، والاجتماعات الجماعية تُسمَّى بـ(التأسسات).

ومن عاداتهم فيها: الموسيقا، والغناء، والنقاش، وتدخين القنب، واعتبرت الأخيرة من الأسرار المقدسة، وأنّ لها خصائص مفيدة، ويؤكد الرستفاريون على ما يُسمَّونه بالحياة (الطبيعية)[1].

نشأت الراستافارية:

نشأت هذه الديانة بين المجتمعات الفقيرة والمحرومة اجتماعياً من الجامايكيين الإفريقيين في جامايكا. فكانت ردّة فعل على الحضارة الاستعمارية البريطانية السائدة في (جامايكا) حينها. تأثرت الرستفارية بالحركة الإثيوبية وحركة العودة إلى إفريقيا التي روجتها شخصيات وطنية من السود مثل: (ماركوس غارفي)، ثمّ تطوّرت الحركة بعد أن أعلن رجال دين مسيحيين من البروتستانت، أهمهم (ليونارد هويل)، أنّ تتويج (هايلي سيلاسي) تاج إمبراطورية إثيوبيا عام (1930م) كان تحقيقاً لنبوّة في الكتاب المقدّس، اكتسبت الحركة احتراماً متزايداً في (جامايكا) وخارجها بسبب شهرة موسيقيين ريغيين متأثرين بالرستفارية، أهمهم (بوب مارلي)، إلّا أنّها تراجعت في ثمانينيات القرن العشرين، بعد موت (هايلي سيلاسي) و(بوب مارلي)، ولكنّها لم تزل حيّة ولها وجود في كثير من أنحاء العالم.

الحركة الرستفارية حركة لا مركزية وتدار على مستويات خلَوية صغيرة، وفيها طوائف عدّة، أو (قصور الرستفاريين)، أهمّها: (النياهبينغي)، و(بوبو أشانتي)، و(قبائل إسرائيل الاثنتا عشرة، ولكلّ من هذه الطوائف تفسير مختلف للمعتقد الرستفاري، أكبر تجمعاتهم في (جامايكا)، ولو أنّ مجتمعات أخرى يمكن أن توجد في أكبر التجمعات السكانية في العالم، وتتنوع مجموعات الرستفاريين العرقية، ولكن معظمهم من سلالة إفريقية سوداء، وبعض الطوائف لا تقبل إلّا أعضاءً سوداً[2].

المعتقدات:

تقوم معتقداتهم على تفسير معين للكتاب المقدّس، وهي: الإيمان التوحيدية بإله واحد، يسمّى جاه (أو ياه)، وهو يسكن جزئياً في داخل كلّ إنسان، وأنّ جاه تجسّد في صورة بشرية في المسيح. ويعطي الرستفاريون (هايلي سيلاسي)، أهمية مركزية، ويعتبره كثير منهم المجيء الثاني للمسيح ومن ثَمّ تجسداً للإله جاه، ويراه آخرون إنساناً نبيّاً أدرك الألوهية الداخلية في كلّ إنسان إدراكاً كاملاً. ويلتزمون بالشروط الغذائية، ويجدِّلون شعورهم، ويتبعون أدواراً جندريّة أبوية.

يسمي الرستفاريون جُملة أفكار دينهم وعقائدهم بـ(الرستولوجيا)، ولهم رؤية كونية متماسكة إلى حدٍّ بعيدٍ، ويؤكّد الرستفاريون تأكيداً كبيراً على فكرة التجربة الفردية والفهم الحدسي وأنّهما يجب أن يستعملا لتحديد حقيقة أو صدقية أيّ معتقدٍ أو ممارسةٍ؛ لذا فليس لأحد من الرستفاريين أن يحدد أيّ العقائد والشعائر أرثوذكسية أو صحيحة، وأيّها مبتدعة أو هرطقية.

الرستفارية متأثرة تأثراً عميقاً بالدين اليهودي المسيحي، وهي مزيج من المسيحية واليهودية[3].

جدائل الشعر:

ترتبط جدائل الشعر ارتباطاً وثيقاً بالديانة وأتباعها، وإن كانت غير مقصورة عليهم؛ وسبب تلك الجدائل هي التفسير الانجيلي في جزء منه، فيقال: إنّ تلك الجدائل أتت فكرتها من(كينيا) في الأربعينيات عندهم جاءت صور صراع التحرر والثوار المختبئين في الجبال والتي نشرت في الصحف الجامايكية.

وقيل: هو لإبراز الفرق بين الشعر الأفريقي المجعد والشعر الأبيض الناعم[4].

الألوان:

ألوان الراستا: هي الأسود، والأحمر، والذهبي، والأخضر، كلّ لون من الألوان له معناه الخاص ودلالته، فالأحمر والأخضر والذهبي هي ألوان العلم الأثيوبي، والأسود يمثّل أفريقيا؛ لأنّها الوطن الأُمّ بالنسبة لهم[5].

المصدر: مجلة اليقين العدد (65)

 


[1] ينظر: https://ar.wikipedia.org/wiki.

[2] ينظر:https://lesreligions25.blogspot.com/2013/03/blog-post_2291.html.

[3] ينظر: المصدر السابق.

[4] ينظر:dictionary.sensagent.com.

[5]ينظر: https://ar.wikipedia.org/wiki