اسمه وكنيته ونسبه:
أبو السائب، عثمان بن مظعون بن حبيب الجُمحي القرشي.
ولادته:
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ ولادته ومكانها، إلاّ أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجري.
صحبته: كان (رضي الله عنه) من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله).
جوانب من حياته:
* أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً. وذكر الشيخ الطبرسي أنّ عثمان بن مظعون قال: كنتُ أسلمت استحياءً من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؛ لكثرة ما كان يعرض عليّ الإسلام، ولم يقرّ الإسلام في قلبي، فكنتُ ذات يوم عنده حال تأمله، فشخص بصره نحو السماء كأنه يستفهم شيئاً، فلما سُري عنه سألته عن حاله، فقال(صلى الله عليه وآله): (نعم، بينا أنا أُحدّثك إذ رأيت جبرئيلَ في الهواء، فأتاني بهذه الآية: (إنّ اللهَ يأمرُ بالعدلِ والإحسان..)، وقرأها عليّ إلى آخرها، فقرََّ الإسلام في قلبي، وأتيتُ عمّه أبا طالب فأخبرته، فقال: يا آلَ قريش اتبعُوا محمداً ترشُدوا؛ فإنه لا يأمركم إلاّ بمكارم الأخلاق)[1].
* هاجر الهجرتين إلى الحبشة أوّلاً ثمّ إلى المدينة المنوّرة ثانياً.
* آخى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بينه وبين أبي الهيثم بن التيّهان الأنصاري.
* اشترك مع النبي(صلى الله عليه وآله) في معركة بدر.
من أقوال النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمّة(عليهم السلام) فيه:
1- عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لما ماتت رقية(عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحاب..)[2].
2- لمّا مات عثمان بن مظعون كشف رسول الله(صلى الله عليه وآله) الثوب عن وجهه وقبّله بين عينيه وبكى بكاء طويلاً ثم قال (صلى الله عليه وآله): (طوبى لك يا عثمان، لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها )[3].
3- عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قَبَّلَ عثمان بن مظعون بعد موته)[4].
4- قال الإمام المهدي (عج) في زيارة الناحية: (السلام على عثمان بن أمير المؤمنين، سمِي عثمان بن مظعون..)[5].
تحريمه الخمر في الجاهلية:
كان(رضي الله عنه) أحد مَن حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال: (لا أشرب شراباً يُذهب عقلي، ويضحك بي مَن هو أدنى منّي، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلمّا حرّمت الخمر أُتي وهو بالعوالي، فقيل له: يا عثمان، قد حُرّمت الخمر. فقال: تبّاً لها، قد كان بصري فيها ثاقباً)[6].
عبادته وزهده:
كان(رضي الله عنه) من أشدّ الناس اجتهاداً في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ووصل به الحدّ في العبادة أنّه ترك وتجنّب الشهوات بالمرّة، واعتزل النساء.
قال الإمام الصادق(عليه السلام): (جاءت امرأة عثمان بن مظعون إلى النبي(صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله، إنّ عثمان يصوم النهار ويقوم الليل. فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) مغضباً يحمل نعليه حتّى جاء إلى عثمان فوجده يُصلّي، فانصرف عثمان حين رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا عثمان، لم يرسلني الله تعالى بالرهبانية، ولكن بعثني بالحنيفة السهلة السمحة، أصوم وأُصلي وألمس أهلي، فمَن أحبّ فطرتي فليستن بسنّتي، ومن سنّتي النكاح)[7].
وصف الإمام علي(عليه السلام) له:
قال(عليه السلام): (كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظّمه في عيني صغر الدنيا في عينه، وكان خارجاً من سلطان بطنه، فلا يتشهى ما لا يجد، ولا يكثر إذا وجد، وكان أكثر دهره صامتاً، فإن قال بذ القائلين، ونقع غليل السائلين، وكان ضعيفاً مستضعفاً...)[8]. والمشار إليه بـ (كان لي فيما مضى أخ في الله) عثمان بن مظعون على أحد الأقوال. ويدلّ على أنّ المراد بالأخ هنا عثمان بن مظعون ما ورد من وصف الإمام علي(عليه السلام) لعثمان بالأخ، كقوله(عليه السلام) في وجه تسمية ولده بعثمان: (إنّما سمّيته باسم أخي عثمان بن مظعون)[9].
وفاته (رضي الله عنه):
تُوفّي(رضي الله عنه) بالمدينة المنوّرة، ودُفن بمقبرة البقيع، وهو أوّل مَن دُفن فيها، وصلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليه صلاة الميت.
مجلة بيوت المتقين العدد (47)
[1] مجمع البيان: ج2، ص381.
[2] الكافي: ج3، ص241.
[3] كنز العمال للمتقي الهندي: ج13، ص526.
[4] الكافي: ج3، ص161.
[5] إقبال الأعمال لابن طاووس: ج3، ص75.
[6] الاستيعاب لابن عبد البر: ج3، ص1055.
[7] الكافي: ج5، ص494.
[8] نهج البلاغة خطب الإمام علي(ع): ج4، ص69.
[9] مقاتل الطالبيين أبي الفرج الأصفهاني: ص55.