قال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): «مَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ الله عَلَانِيَتَهُ»[1].
كلمات أمير المؤمنين(عليه السلام) تمثل بوصلة في طريق العبادة، ذلك أنها تؤدي بالعباد إلى الله سبحانه وتعالى وبأقصر الطرق؛ لأن علياً مع الحق والحق معه، كما ورد ذلك عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) حينما خاطب عمار بن ياسر بقوله لعمار: «يا عَمّارُ، تَقتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ، وأنتَ إذ ذاكَ مَعَ الحَقِّ وَالحَقُّ مَعَكَ، يا عَمّارَ بنَ ياسِرٍ، إن رَأَيتَ عَلِيّا قَد سَلَكَ وادِيا وسَلَكَ النّاسُ وادِيا غَيرَهُ فَاسلُك مَعَ عَلِيٍّ؛ فَإِنَّهُ لَن يُدلِيَكَ في رَدىً ، ولَن يُخرِجَكَ مِن هُدىً، يا عَمّارُ، مَن تَقَلَّدَ سَيفا أعانَ بِهِ عَلِيّا عَلى عَدُوِّهِ قَلَّدَهُ اللهُ يَومَ القِيامَةِ وِشاحَينِ مِن دُرٍّ، ومَن تَقَلَّدَ سَيفا أعانَ بِهِ عَدُوَّ عَلِيٍّ قَلَّدَهُ الله ُ يَومَ القِيامَةِ وِشاحَينَ مِن نارٍ»[2]، لهذا وغيره كان علي ميزان الأعمال، بحبّه وطاعته يعرف الإيمان، وببغضه وخلافه يعرف الكفر والنفاق، ومن خصوصياته التي انفرد بها(عليه السلام) هو كونه قائد مرحلة التأويل، تلك المرحلة كان على المؤمنين أن يطبّقوا فيها ما سمعوه من النبي(صلى الله عليه وآله)، وإنه كان نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الأمة من حيث قيامه بكل ما جاء به رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقوله قاعدة ينطلق منها ويعمل عليها، ومن قوله هذه القاعدة: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته. وفيها جمله من النقاط وهي:
1- إن السريرة هي باطن الإنسان، وهي نعم العون على إصلاح الإنسان لأنه المحرك الدافع الخفي نحو العمل، فحتى لو تصنع الإنسان خلاف باطنه فإنه لابد أن يظهر في سلوكه ونمط تفكيره ما يناسب الباطن لا الظاهر، ولو حرص كل الحرص على التصنع والرياء بخلاف الحقيقة ولن يغير من حقيقته شيئاً، بل سيجعله منافقا مليئا بالعقد النفسية.
2- إن إصلاح الباطن والعمل عليه يؤدي بالإنسان إلى التكامل النفسي والعقلي، ويخرجه من صف المنافقين إلى جماعة المؤمنين.
3- صاحب السريرة الصالحة يعان من الله تعالى؛ لأنه يطيع الله بفعله هذا، ويخالف النفس والهوى.
مجلة ولاء الشباب العدد (61)