كان لأحد النحويين جارية، وكان شديداً في معاملتها، وقدر الله أن تنكسر جرة النحوي بين يدي جاريته؛ حيث انزلقت منها حينما همت لملئها من البحيرة، فارتعدت وخافت من مواجهة سيدها النحوي، إلى أن اهتدت إلى حيلة نحوية تحد من عقوبتها، إذ قالت لسيدها: مولاي. ألا يجب الكسر حين يلتقي ساكنان، قال: بلى، قالت: وكذلك فعلت. قال: كيف ذلك؟ قالت: لقد ذهبت إلى البحيرة فوجدتها ساكنة لا يتحرك ماؤها، وكانت الجرة في يدي ساكنة كذلك، فرأيت أن الجرة الساكنة ستلتقي بالبحيرة الساكنة، لذا قمت بكسرها منعا لالتقاء الساكنين!
فضحك سيدها وعجب لفطنتها وعفا عنها.