نقل آية الله العظمى الشيخ الاراكي (قدس سره)، ان الشيخ عبد الكريم الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم، كان يقول: ( لما كنت في سامراء أدرس عند المرحوم محمد حسن المجدّد الشيرازي، كانت لي حجرة في الطابق العلوي من المدرسة، وفي الصيف حيث تشتد حرارة الشمس، كان يلتجئ طلبة المدرسة إلى الجوّ البارد في السرداب ( تحت أرض المدرسة ) وأما أنَا فقد كنت أبقى في الحجرة والعرق يتصبَّب من رأسي ووجهي، فكنت أخلع ثيابي وائتزر بإزار لأقاوم شدة الحَر، ففي الوقت الذي أتصبّب فيه عرقاً كنت أتفكر وأتدبر في معلوماتي الدراسية، وكنت مسروراً بنفسي في ذلك الحين، لقد حصل مراراً أن استعصى لدي حلّ مسألة من المسائل العلمية وانا في ذلك الحال، فكنتُ أصاب بإرهاق من شدة التفكر، فأنام ثم أستيقظ بعد قليل لأواصل تفكيري، واذا بي أجد الحلّ أمامي.
عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
(أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قَسَمَهُ عادل بينكم وضَمِنَهُ، وسَيَفِي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد أُمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه)[1].
وعن مفضل ابن عمر قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (عليكم بالتفقّه في دين الله ولا تكونوا أعراباً فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملاً)[2].