الإمام أبو محمد، الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد، أحد أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، والإمام الحادي عشر، الملقب بالعسكري، ولد عام 232 هـ، وقيل أنه ولد عام 231 هجري، وأُشخص بشخوص والده إلى العراق سنة 236 هجري، وله من العمر أربع سنين وعدة شهور، وقام بأمر الإمامة والقيادة الروحية بعد شهادة والده، وقد اجتمعت فيه خصال الفضل، وبرز تقدمه على كافة أهل العصر، واشتهر بكمال العلم والعمل والزهد والشجاعة، وقد روى عنه لفيف من الفقهاء والمحدثين يربو عددهم على 150 شخصا، وتوفي عام 260 هجري، ودفن في داره التي دفن فيها أبوه بسامراء، وخلّف ابنه المنتظر لدولة الحق، وكان قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت، وشدة طلب السلطة، واجتهادها في البحث عن أمره، ولكنه سبحانه حفظه من شرار أعدائه كما حفظ سائر أوليائه، كإبراهيم الخليل وموسى الكليم (عليهما السلام) ،
فقد خابت السلطة في طلبهما والاعتداء عليهما.
البشارة بولادته (عليه السلام) :
روي أن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: دخلت على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، ... فقال لي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): مرحباً بك يا أبا عبد اللّه! يا زين السماوات والأرضين... ثمّ قال: وإنّ اللّه تبارك وتعالى ركّب في صلبه - أي علي الهادي (عليه السلام) - نطفة، وسمّاها عنده الحسن، فجعله نوراً في بلاده، وخليفة في أرضه، وعِزّاً لأُمّة جدّه، وهادياً لشيعته، وشَفيعاً لهم عند ربّه، ونِقمة على من خالفه، وحُجّة لمن والاه، وبُرهاناً لمن اتّخذه إماماً ... [1]
مكان ولادته (عليه السلام) :
حملت أُمّه به بالمدينة وولدته (عليه السلام) فيها في دار أبيه.
كنيته وألقابه (عليه السلام) :
كنيته (عليه السلام): أبو محمّد، ومن ألقابه (عليه السلام): الصامت، الخالص، الهادي، المهتدي، الرفيق، الزكيّ، السراج، المضيء، الشافي، النقيّ، المرضي، العسكريّ، وكان هو وأبوه وجده يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا.
وقد اشتُهر الإمام بالعسكري لأنه منسوب إلى (عسكر)، ويُراد بها (سُرَّ مَن رأى) التي بناها المعتصم، وانتقل إليها بعسكره، حيث أشخص المتوكل أباه عليّا الهادي (عليه السلام) إليها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر فنسب هو وولده إليها.
شمائله (عليه السلام) :
كان (عليه السلام) أسمرَ أعيَنَ حَسَنَ القامة، جميلَ الوجه، جيّدَ البدن، حدَثَ السنّ، له جلالة وهيبة.
اسم أمه (عليه السلام) :
أُمّ أبي محمّد العسكريّ (عليه السلام) أُمّ وَلَد، يُقال لها: (سوسن)، ويُقال لها: (حديث)، ويُقال: (سليل) رضي الله عنها . . . من العارفات الصالحات.
مناقبه (عليه السلام) :
1- قال الحضرمي الشافعي: «... نُقل في روض الرياحين للإمام عبد الله بن أسعد اليافعي عن بُهلول قال: بينما أنا ذاتَ يوم في بعض شوارع المدينة وإذا بالصبيان يلعبون بالجَوز واللَّوز وإذا بصبي ينظر إليهم ويبكي، فقلت: هذا صبيٌّ يتحسر على ما في أيدي الصبيان ولا شيء معه، فقلتُ: أَيْ بُني ما يُبكيك؟ أشتري لك ما تلعب به؟ فَرَفَع بصرَه إِليّ وقال: يا قليلَ العقل، ما للّعب خُلِقنا، فقُلتُ: فَلِم إذاً خُلِقنا؟ قال: للعلم والعبادة، قلتُ: مِن أَين لك ذاك بارك الله فيك؟ قال من قول الله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُون) [2] فقلتُ: يا بُنيّ أَراك حَكيماً فَعِظني وأَوجِز، فأنشأَ يقول:
أرى الدُّنيا تجهز بانطلاق
مُشمِّرة علـــــى قَدم وســــاق
فلا الدنيا بباقية لحيٍّ
ولا حيٌّ على الدُّنيـا بباق
كأنَّ الموت والحَدَثان فيها
إلى نفس الفتى فرسا سِباق
فيا مغرورُ بالدُّنيا رُويداً
ومنها خُذ لنفسِك بالوَثاق
ثم رمق السماء بعينيه وأشار بكفّيه ودموعه تتحدّر على خدّيه فقال: يا مَن إليه المبْتَهل، يا مَن عليه المتَّكل، يا مَن إذا ما آمِلٌ يرجوه لم يُخطِ الأمل...
قال: فلما أتم كلامه خرّ مغشياً عليه، فرفعتُ رأسه إلى حِجرْي ونفضتُ التراب عن وجهه، فلما أفاق، قلتُ: أيْ بُني ما أنزل بك وأنت صبي صغير لم يُكتب عليك ذنب؟ قال: إليك عني يا بُهلول، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتَّقد إلّا بالصغار وأنا أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم، فقلتُ له: أي بُني أراك حكيماً فعظني فأنشأ يقول:
غفلت وحـادي الموت في إثري يحدو
وإن لم أرح يوماً فلا بدّ أن أغدو
أُنَعّم جسمي باللباس ولينه
وليس لجسمي من لبـاس البِلى بدٌّ
كأنّي به قد مرّ في برزخ البِلى
ومِن فوقه رَدمٌ ومِن تحته لحد
وقد ذهبت عني المحاسن وانمحـت
ولم يبق فوق العظم لحم ولا جلد
أرى العمر قد ولّـى ولم أدرك المنى
وليس معي زاد وفي سفري بُعد
وقد كنت جــاهرت المهيمن عاصيـاً
وأحدثت أحداثاً وليس لها ردّ
وأرخيت دون الناس ستراً من الحيـا
وما خفت من سريّ غداً عنده يبدو
بلى خفتـه لكن وثقت بحلمه
وأن ليـس يعفو غيره فله الحمد
فلولم يكن شيء سوى الموت والبِلى
ولم يكُ من ربيّ وعيد ولا وعد
لكان لنا في الموت شغل وفي البلى
عن اللهو لكن زال عن رأينا الرُّشد
عسى غافـر الزلاّت يغفـر زلّتي
فقد يغفر المـولى إذا أذنب العبـد
أنـا عبد سـوءٍ خنت مولاي عهده
كذلك عبد السوء ليس له عهد
فكيف إذا أحرقت بالنّـار جثّتـي
ونارك لا يقوى لها الحجر الصّلد
أنا الفرد عند الموت والفرد في البلى
وأبعث فرداً فارحم الفرد يا فرد
قال بُهلول: فلما فرغ من كلامه وقعت مغشياً عَليّ، وانصرف الصبي، فَلما أفقتُ ونظرتُ إلى الصبيان فَلَم أره معهم، فقلتُ لهم: مَن يكون ذلك الغلام؟ قالوا: وما عرفتَه؟ قلت: لا، قالوا: ذاك من أولاد الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، قال: فقلتُ: قد عجبت من أمره وما تكون هذه الثمرة إلاّ من تلك الشجرة.
2- ما روي عن علي بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس ب (سُرَّ مَن رأى) في زمن الحسن الأخير (عليه السلام) فأمر المعتمد بن المتوكل الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء، فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى يستسقون، ويدعون فما سُقوا، فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلما مدّ يده هطلت السماء بالمطر، وخرج في اليوم الثاني، فهطلت السماء بالمطر، فشكّ أكثر الناس، وتعجّبوا وصَبَوا [أي مالوا] إلى النصرانية، فبعث الخليفة إلى الحسن العسكري (عليه السلام) - وكان محبوسا – فاستخرجه من حبسه وقال: الحق أمة جدك فقد هلكت، فقال له: إني خارج في الغد، ومزيل الشك إن شاء الله.
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، والرهبان معه، وخرج الحسن (عليه السلام) في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب - وقد مَد يَده - أمر بعضَ مماليكه أن يقبض على يده اليمنى، ويأخذ ما بين إصبعيه، ففعل وأخذ من بين سبابته والوسطى عظما أسود، فأخذه الحسن (عليه السلام) بيده ثم قال له: استسق الآن، فاستسقى، وكانت السماء متغيمة فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء، فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟ فقال 8: هذا رجل مرّ بقبر نبي من أنبياء الله، فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر. [3]
علمه (عليه السلام):
رغم أن الخلفاء العباسيين قد وضعوا الإمام تحت الإقامة الجبرية وجعلوا عليه عيونا وجواسيس، ولكنه جابه الخلفاء العباسيين بكل جرأة وعزة، وقد روى عنه الحفّاظ والرواة أحاديث جمّة في شتى المجالات، بل يُروى أن الإمام (عليه السلام)
ورغم كل ذلك كان على اتصال مستمر بالشيعة الذين كان عددهم يقدر بعشرات الملايين، وما نُقل عنه من الحِكَم والمواعظ والآداب، يحتاج إلى تأليف مفرد، وكفانا في ذلك علماؤنا الأبرار، بَيدَ أنا نشير هنا إلى لمحة من علومه.
1 - لقد شغلت الحروف المقطعة بالَ المفسرين فضربوا يمينا وشمالا، وقد أنهى الرازي أقوالهم فيها في أوائل تفسيره الكبير إلى قرابة عشرين قولا، ولكن الإمام (عليه السلام) عالج تلك المعضلة بأحسن الوجوه وأقربها للطبع، فقال: كذبت قريش واليهود بالقرآن، وقالوا سحر مبين تقوله، فقال الله: (الم ذَلِكَ الْكِتَابُ ) أي: يا محمد، هذا الكتاب الذي نزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها ألف، لام، ميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم، ثم بَيَّن أنه لا يقدرون عليه بقوله: (قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) [4] [5]
2 - كان أهل الشغب والجدل يلقون حبال الشك في طريق المسلمين فيقولون: إنكم تقولون في صلواتكم: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) أوَلستم فيه؟ فما معنى هذه الدعوة؟ أو أنكم متنكبون عنه فتدعون ليهديكم إليه؟ فَفسّر الإمام (عليه السلام)
الآية قاطعا لشغبهم فقال: أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمالنا. ثم فسر الصراط بقوله: الصراط المستقيم هو: صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة، أما الأول فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يعدل إلى شيء من الباطل، وأما الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنة إلى النار ولا إلى غير النار سوى الجنة[6].
وكان قد استفحل أمر الغلاة في عصر الإمام العسكري ونسبوا إلى الأئمة الهداة أمورا هم عنها براء، ولأجل ذلك يركز الإمام (عليه السلام) على أن الصراط المستقيم لكل مسلم هو التجنب عن الغلو والتقصير.
3 - ربما يغتر الغافل بظاهر قوله سبحانه: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) ويتصور أن المراد من النعمة هو المال والأولاد وصحة البدن، وإن كان كل هذا نعمة من الله، ولكن المراد من الآية بقرينة قوله: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) هو نعمة التوفيق والهداية، ولأجل ذلك نرى أن الإمام يفسر هذا الإنعام بقوله: قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك وهم الذين قال الله عز وجل: (وَمَنْ يُطِعْ الله وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً) ثم قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحة البدن وإن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة[7].
زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْهادِيَ الْمُهْتَدِيَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ اَوْلِيآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَجِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيّ اللهِ وَابْنَ اَصْفِيآئِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللهِ وَابْنَ خُلَفائِهِ وَاَبا خَليفَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الاْئِّمَةِ الْهادينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الاْوْصِياءِ الرّاشِدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ الْمُتَّقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْفائِزينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ الْمَلْهُوفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الاْنْبِياءِ الْمُنْتَجَبينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ وَصِي رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الدّاعي بِحُكْمِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا النّاطِقُ بِكِتابِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الْحُجَج، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الاْمَم، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ النِّعَم، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ الْعِلْمِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ الْحِلْم، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبَا الاْمامِ الْمُنْتَظَرِ، الظّاهِرَة لِلْعاقِلِ حُجَّتُهُ، وَالثّابِتَةِ فِي الْيَقينِ مَعْرِفَتُهُ، الْمحْتَجَبِ عَنْ اَعْيُنِ الظّالِمينَ، وَالْمُغَيِّبِ عَنْ دَوْلَةِ الْفاسِقينَ، وَالْمُعيدِ رَبُّنا بِهِ الاْسْلامَ جَديداً بَعْدَ الاْنْطِماسِ، وَالْقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الاْنْدِراسِ، اَشْهَدُ يامَوْلايَ اَنَّكَ اَقَمْتَ الصّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ اِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاك الْيَقينُ، اَسْأَلُ اللهَ بِالشَّأنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ اَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتي لَكُمْ، وَيَشْكُرَ سَعْيي اِلَيْكُمْ، وَيَسْتَجيبَ دُعائي بِكُمْ، وَيَجْعَلَني مِنْ اَنْصارِ الْحَقِّ وَاَتْباعِهِ وَاَشْياعِهِ وَمَواليهِ وَمُحِبّيهِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
ثم قبل ضريحه وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل:
اَللّـهُمّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّد وَاَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْهادِي اِلى دينِكَ، وَالدّاعي اِلى سَبيلِكَ، عَلَمِ الْهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَمَعْدِنِ الْحِجى، وَماْوَى النُّهى، وَغَيْثِ الْوَرى، وَسَحابِ الْحِكْمَةِ، وَبَحْرِ الْمَوْعِظَةِ، وَوارِثِ الاَئِمَّةِ وَالشَّهيدِ عَلىَ الاْمَّةِ، الْمَعْصُومِ الْمُهَذّبِ، وَالْفاضِلِ الْمُقَرَّبِ، وَالْمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ، الذي وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الْكِتابِ، وَاَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الْخِطابِ، وَنَصَبْتَهُ عَلَماً لاِهْلِ قِبْلَتِكَ، وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ، وَفَرَضْتَ مَوَدَّتَهُ عَلى جَميعِ خَليقَتِكَ، اَللّـهُمَّ فَكَما اَنابَ بِحُسْنِ الاْخْلاصِ في تَوْحيدِكَ، وَاَرْدى مَنْ خاضَ في تَشْبيهِكَ، وَحامى عَنْ أهل الاْيمانِ بِكَ، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الْخاشِعينَ وَيَعْلُو فِي الْجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ في مُوالاتِهِ فَضْلاً وَاِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً، اِنَّكَ ذُو فَضْل عَظيم وَمَنٍّ جَسيم.