تعرّضت زيارة الأربعين كغيرها من الشعائر الخاصة بالشيعة الإمامية إلى الكثير من التهم والتشكيكات، ففي هذه الأيام تطرق أسماعنا إشكالية هزيلة وخاوية تستهدف أصل مشروعية هذه الزيارة المباركة، وتحاول أن تحرف التفسير المشهور الصحيح عن رواية زيارة الأربعين، وتريد أن تزعزع نفوس الموالين عن علاقتهم العقيدية بهذه الزيارة العظيمة.
الشبهة:
قال بعضهم إن المقصود من (زيارة الأربعين) في حديث الإمام العسكري (عليه السلام): «علاماتُ المؤمنِ خَمْسٌ: صلاةُ إِحدى وخمسينَ وزيارةُ الأَربعينَ، والجَهْرُ ببسْمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيم، والتَّختُّمُ باليمين، وتعفيرُ الجبينِ»[1]، هو زيارة أربعين مؤمناً وليس زيارة الأربعين المعروفة لدى المذهب الحق!
وهذه الشبهة مردودةٌ بعدّة ردود، وأهم تلك الردود هو إجماع علماء هذه الطائفة الحقّة على تفسير فقرة (زيارة الأربعين) بزيارة أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) واستحبابها في يوم العشرين من صفر، وليس كما يدعي من ادعى أنها زيارة أربعين مؤمناً، وإليكم بعض هذه الأقوال:
قال العلاّمة الحلّي في المنتهى كتاب الزيارات بعد الحجّ: يستحب زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في العشرين من صفر.. ثمّ قال: روى الشيخ عن الإمام أبي محمَّد العسكري(عليه السلام) أنّه قال: علامات المؤمن خمس..
وقال السيد ابن طاووس في الإقبال عند ذكر زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في العشرين من صفر قال: روينا بالإسناد إلى جدّي أبي جعفر الطّوسي فيما رواه بالإسناد إلى مولانا الحسن بن عليّ العسكري(عليه السلام) قال: علامات المؤمن خَمس…
ونقل العلاّمة المجلسي في مزار البحار هذا الحديث عن ذكر فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الأربعين، ووافقهم صاحب الحدائق في باب الزّيارات بعد الحجّ فقال: وزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في العشرين من صفر من علامات المؤمن.
وحكى الشيخ القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب ومصباح المتهجد في الدّليل على رجحان الزيارة في الأربعين من دون تعقيب باحتمال إرادة أربعين مؤمناً[2].
والشيخ المفيد قال باستحباب الزيارة في العشرين من صفر في كتابه مسار الشيعة، والعلاّمة الحلّي في التذكرة والتحرير، وملا محسن الفيض في تقويم المحسنين.
وبعد هذا النقل والبيان لا يبقى قيمة علمية لرأي صاحب هذا القول.
المصدر: مجلة اليقين، العدد (43)، الصفحة (10).