الحلاس بن عمرو الأزدي

اسمه ونسبه: الحُلّاس بن عمرو الأزدي الراسبي.

وذُكر في بعض كتب الرجال أنَّ اسمه: حلّاش، وكذلك ورد في الزيارة باسم: جَلَّاسِ[1].

وفي مصادر أخرى أنَّ لقبه: الهجري.

ولادته: لم نعثر على تاريخ ولادته.

اخباره:

كان من أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام)، وحضر معه يوم صفين، ورئيس الشرطة في الكوفة.

التحاقه بالإمام الحسين(عليه السلام):

تعددت الرواية التاريخية حول كيفية التحاق الحلاس الأزدي الراسبي وأخوه النعمان الراسبي بالإمام الحسين(عليه السلام)، فقد ذكرت بعض المصادر أنَّه أتى كربلاء ليلة الثامن من المحرم وانضم إلى الإمام الحسين(عليه السلام) ولزمه حتّى شبّت الحرب يوم العاشر فتقدّم بين يديه وقاتل حتّى استشهد[2].

وذكرت مصادر أخرى أنَّ الحلاس بن عمرو الأزدي الراسبي وأخاه النعمان خرجا مع عمر بن سعد، فلمّا ردّ ابن سعد الشّروط‍‌، جاءا إلى الإمام الحسين(عليه السلام) ليلاً فيمَنْ‌ جاء، وما زالا معه حتّى قُتلا بين يديه[3].

بعد استشهاد مسلم بن عقيل(عليه السلام) في الكوفة قام عبيد الله بن زياد بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى كربلاء بواسطة الشرطة، ونشر الجواسيس ومعاقبة كل من يجدونه متجهاً إلى كربلاء، ولذلك لم يصل من أنصار الإمام الحسين(عليه السلام) وشيعته من أهل الكوفة إلا كعدد أصابع اليد، فقد قام بعض الشيعة بالإلتحاق بجيش عمر بن سعد من أجل الوصول إلى كربلاء، وعندما وصلوا تركوا جيش ابن سعد وإلتحقوا بالإمام الحسين(عليه السلام) وبقوا معه حتى استشهدوا بين يديه[4].

شهادته:

لما نشبت الحرب يوم العاشر تقدّم الحلاس الراسبي مع أخيه النعمان بين يدي الإمام الحسين(عليه السلام)، وقاتلا حتّى استشهدا، وقد عده ابن شهر آشوب وغيره من شهداء الحملة الأولى[5].

فكانا في عِداد الشهداء السعداء الذين يُزارون بالقول في خطابهم:

(السلامُ عليكم يا أولياءَ اللهِ وأحبّاءَه، السلام عليكم يا أصفياءَ اللهِ وأودّاءَه، السلام عليكم يا أنصارَ دِين الله وأنصارَ نبيِّه، وأنصارَ أميرِ المؤمنين، وأنصارَ فاطمةَ سيّدةِ نساءِ العالمين، السلامُ عليكم يا أنصارَ أبي محمّدٍ الحَسَنِ الوليِّ الناصح، السلامُ عليكم يا أنصارَ أبي عبدِاللهِ الحسينِ الشهيدِ المظلوم، صلوات الله عليهم أجمعين.

بأبي أنتم وأُمّي، طِبتُم وطابتِ الأرضُ التي فيها دُفِنتُم، وفُزتُم واللهِ فَوزاً عظيماً. يا ليتَني كنتُ معكم؛ فأفوزَ معكم في الجِنان، مع الشهداءِ والصالحين، وحَسُنَ أُولئك رفيقاً. والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته)[6].

ملاحظات:

الحلاس: كغراب بالحاء المهملة، واللّام والسّين. نصّ‌ عليه الشّيخ، (وذكر) بعضهم: إنّه بالخاء المعجمة المكسورة (الخِلاس)[7]. الأزديّ‌: هذه النّسبة إلى أزد شنوءة بفتح الألف وسكون الزّاي وكسر الدّال المهملة، وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ[8].

الرّاسبيّ: بكسر السّين والباء الموحّدة: منسوب إلى بني راسب، وهي قبيلة نزلت البصرة، واتّفق أنّ‌ رجلاً اختلف فيه بنو راسب وبنو طفاوة وبالبصرة، كلّ‌ واحدةٍ‌ من القبيلتين كانت تقول: هو منّا، فقال واحد: نشدّه ونرميه في الماء، فإن طفأ هو من بني طفاوة، وإن رسب هو من بني راسب، فتركوه[9].

الهجريّ: نسبة إلى هجر، قيل: إنّه بلدة من أقصى اليمن[10].

مجلة بيوت المتقين العدد (84)


[1] الإقبال بالأعمال الحسنة ابن طاووس: ج3، ص364.

[2] المامقاني، تنقيح المقال في علم الرجال: ج ‏3، ص 273.

[3] السماوي، إبصار العين: ص 187.

[4] القمي، أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام): ص 548.

[5] ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب(عليه السلام)، ج‏ 4، ص 113، والتستري، قاموس الرجال: ج 10، ص 392.

[6] إقبال الأعمال السيد ابن طاووس: ج2، ص65.

[7] مجموعة من المؤلفين، موسوعة الإمام الحسين(عليه السلام)، ج 15، ص 1036.

[8] السّمعاني، الأنساب: ج 1، ص 181.

[9] السمعاني، الأنساب، ج 6، ص 37.

[10] مجموعة من المؤلفين، موسوعة الإمام الحسين (عليه السلام): ج 15، ص 1036.