قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)[1].
يحقّق الزواج ضمن ما يحقّقه من أهداف كبيرة شعوراً بالألفة ويقضي على أحاسيس الوحدة، فالرجل يواجه ضغوط الحياة ويُرهقه تعب السعي في مزاولتها، فإذا دخل منزله عانقت مشاعر الراحة قلبه، وهو يرى زوجته تستقبله بابتسامة مشرقة، تغسل قلبه من الهموم وكلمات ودٍّ تملأ روحه بالثقة، فالمرأة خير معين للرجل تقوّي قلبه، وتعوّضه همومه في أحلك الظروف؛ لأنها مخزون هائل من العاطفة والحب الذي يمكنه أن يحيط بحياة الرجل، فهناك تفاعلٌ ينشأ لدى الزوجين ويترعرع بمرور الأيام؛ فينبغي للمرأة أن تُظهر وتؤكّد حبّها لزوجها؛ فإن إعلان الحب وإظهار المودّة يُعتبر عاملاً مهماً لتبديد ضباب الظنون.
إخفاء العيوب:
قال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)[2].
الزواج اتحاد بين الرجل والمرأة، اتّحاد روحي يذوب خلاله ضمير الأنا في كيان الأسرة، فتصبح جميع الأشياء مشتركة: الهموم، الأماني، الأحلام، حتى العيوب هي الأخرى تصبح أسراراً مشتركة، يعملان على إصلاحها وتصحيحها في سعي حثيث نحو التكامل.
السعي لاسترضاء الرجل:
في الحياة الأسرية، بل وفي الحياة الاجتماعية بشكل أوسع وأعمّ، إذا ما سعى المرء إلى احترام الآخرين وتقديمهم على نفسه، عند مواجهته أية مشكلة في الطريق، فإنه سوف يحظى برضا المجتمع، وعلى المرأة باعتبارها مسؤولة عن وحدة اجتماعية مهمة محاولة استرضاء الرجل في تقديمه على نفسها وإيثاره على ذاتها، والأحاديث والروايات تحثّ على ذلك، من أجل توثيق عرى المحبة بينهما؛ ذلك أن الرجل عندما يرى امرأته تتفانى في إرضائه، فإنه لا بدّ وأنْ يفعل ما يدخل السرور والرضا في قلبها عرفاناً للجميل على الأقل.
التشجيع على السلوك الإيجابي: وهو أمر مهم لزرع الثقة داخل الجوّ الأسري سواء كان ذلك للزوج أو الأولاد، وأفضل ما يحقق الصحة النفسية للإنسان ويحافظ عليها هو الثقة بالنفس التي تستدعي الاستقرار والرضا عن النفس والاتزان السلوكي والانفعالي.
المصدر: مجلة ولاء الشباب العدد (27)