عُرفت أم البنين (عليها السلام) بالوفاء للزهراء (عليه السلام) وعرفانها لمقامها العظيم، وكونها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وأنه لا يمكن أن يُقاس بها من هذه الأمة بل ولا من كل الأمم أحد.
ويتجلى هذا الأمر في قول أُم البنين (عليها السلام) للحسن والحسين وزينب (عليهم السلام)، ليلة زفافها من الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): (أنا ما جئت هنا لأحلّ محل أُمكما فاطمة، ثم اختنقت بعبرتها وقالت: أنا هُنا خادمة لكم، جئت لخدمتكم، فهل تقبلون بهذا وإلا فإني راجعة إلى داري)، فرحّب بها الحسن والحسين وزينب (عليها السلام) وقالوا لها: (أنتِ عزيزة كريمة وهذا بيتكِ)، ولقد كانت تلقي إليهم من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب، وما برحت على ذلك تحسن السيرة معهم، وتخضع لهم كالأمّ الحنون.